(مُشْرِقِينَ) حين أشرقت الشمس بالشعاع ، أو أشرقت الأرض بالضياء ، أو ناحية الشرق شرقت الشمس : طلعت وأشرقت : أضاءت. وتأخر فرعون وقومه عنهم لاشتغالهم بدفن أبكارهم لأن الوباء تلك الليلة وقع فيهم ، أو لأن سحابة أظلتهم فخافوها حتى أصبحوا فانقشعت عنهم.
(فَلَمَّا تَراءَا الْجَمْعانِ قالَ أَصْحابُ مُوسى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ) [الشعراء : ٦١].
(لَمُدْرَكُونَ) ملحوقون لأنهم رأوا فرعون وراءهم والبحر أمامهم.
(قالَ كَلَّا إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ) [الشعراء : ٦٢].
(كَلَّا) زجر وردع.
(سَيَهْدِينِ) إلى الطريق ، أو سيكفيني.
(فَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ) [الشعراء : ٦٣].
(فَانْفَلَقَ) أثني عشر طريقا لكل سبط طريق عرض كل طريق فرسخان وكان ذلك ضحوة النهار يوم الاثنين عاشر المحرم بعد أربع ساعات من النهار. والبحر بحر النيل ما بين أيلة ومصر ، وقطعوه في ساعتين فصار ست ساعات.
(كَالطَّوْدِ) كالجبل.
(وَأَزْلَفْنا ثَمَّ الْآخَرِينَ) [الشعراء : ٦٤].
(وَأَزْلَفْنا) قربنا فرعون وقومه إلى البحر ، أو جمعنا فرعون وقومه في البحر.
(الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ) [الشعراء : ٧٨].
(خَلَقَنِي) بنعمته.
(فَهُوَ يَهْدِينِ) لطاعته ، أو خلقني لطاعته فهو يهدين لجنته.
(رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) [الشعراء : ٨٣].
(حُكْماً) لبّا ، أو علما ، أو نبوة ، أو القرآن. (بِالصَّالِحِينَ) الأنبياء والمؤمنين.
(وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ) [الشعراء : ٨٤].
(لِسانَ صِدْقٍ) ثناء حسنا من الأمم كلها ، أو أن يؤمن به أهل كل ملة ، أو يجعل من ولده من يقوم بالحق بعده.
(وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كانَ مِنَ الضَّالِّينَ) [الشعراء : ٨٦].
(لِأَبِي) كان يسر الإيمان ويظهر الكفر فيصح اسغفاره له. والأظهر أنه كان كافرا في الباطن أيضا فسأل أن يغفر له في الدنيا ولا يعاقبه فيها أو يغفر له جنايته عليه التي تسقط بعفوه.