(أَصابَهُمُ الْبَغْيُ) بغي المشركين عليهم في الدين انتصروا منهم بالسيف أو إذا بغى عليهم باغ كره أن يستذلوا لئلا يجترىء عليهم الفساق وإذا قدروا عفوا وإذا بغي عليهم تناصروا عليه وأزالوه.
(وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها فَمَنْ عَفا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) [الشورى : ٤٠].
(سَيِّئَةٌ مِثْلُها) يريد به القصاص في الجراح المتماثلة ، أو في الجراح وإذا قال أخزاه الله أو لعنه قابله بمثله ولا يقابل القذف بقذف ولا الكذب بالكذب.
(وَأَصْلَحَ) العمل ، أو بينه وبين أخيه. (فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ) ندب إلى العفو. (الظَّالِمِينَ) بالابتداء ، أو بالتعدي في الاستيفاء.
(وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولئِكَ ما عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ) [الشورى : ٤١].
(انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ) استوفى حقه.
(إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) [الشورى : ٤٢].
(يَظْلِمُونَ النَّاسَ) بعدوانهم ، أو بالشرك المخالف لدينهم.
(وَيَبْغُونَ) يعملون المعاصي ، أو في النفوس والأموال ، أو ما ترجوه قريش من أن يكون بمكة غير الإسلام دينا.
(وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) [الشورى : ٤٣].
(عَزْمِ الْأُمُورِ) العزائم التي أمر الله تعالى بها ، أو عزائم الصواب التي وفق لها نزلت مع ثلاث آيات قبلها في أبي بكر رضي الله تعالى عنه شتمه بعض الأنصار فرد عليه ثم سكت عنه.
(وَتَراهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْها خاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ وَقالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَلا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذابٍ مُقِيمٍ) [الشورى : ٤٥].
(يُعْرَضُونَ عَلَيْها) المشركون يعرضون على جهنم عند انطلاقهم إليها قاله الأكثر ، أو آل فرعون خاصة تحبس أرواحهم في أجواف طيور سود تغدوا على جهنم وتروح ، أو المشركون يعرضون على العذاب في قبورهم وتعرض عليهم ذنوبهم في قبورهم.
(يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ) ببصائرهم لأنهم يحشرون عميا ، أو يسارقون النظر إلى النار حذرا ، أو بطرف ذابل ذليل.
(اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللهِ ما لَكُمْ مِنْ مَلْجَإٍ يَوْمَئِذٍ