(قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْهِ ما حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ ما حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ) [النور : ٥٤].
(ما حُمِّلَ) من إبلاغكم. (ما حُمِّلْتُمْ) من طاعته. (تَهْتَدُوا) إلى الحق.
(الْبَلاغُ) بالقول للطائع وبالسيف للعاصي.
(وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ) [النور : ٥٥].
(الْأَرْضِ) بلاد العرب والعجم ، أو أرض مكة ؛ لأن المهاجرين سألوا الله تعالى ذلك.
(الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) بنو إسرائيل في أرض الشام ، أو داود وسليمان عليهما الصلاة والسّلام.
(وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ) بإظهاره على كل دين.
(لا يُشْرِكُونَ) لا يعبدون إلها غيري ، أو لا يراؤون بعبادتي ، أو لا يخافون غيري ، أو لا يحبون غيري. قيل هي في الخلفاء الأربعة. قال الرسول صلىاللهعليهوسلم : «الخلافة بعدي ثلاثون» (١).
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشاءِ ثَلاثُ عَوْراتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُناحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلى بَعْضٍ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الْآياتِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) [النور : ٥٨].
(الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ) النساء يستأذن في الأوقات الثلاث خاصة ويستأذن الرجال في جميع الأوقات ، أو العبيد والإماء فيستأذن العبد دون الأمة على سيده في هذه الأوقات ، أو الأمة وحدها ؛ لأن العبد يلزمه الاستئذان في كل وقت ، أو العبد والأمة جميعا.
(وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ) الصغار الأحرار فإن كان لا يصف ما رأى فليس من أهل الاستئذان وإن كان يصفه فيستأذن في الأوقات الثلاث ولا يلزمهم الاستئذان فيما وراء
__________________
(١) أخرجه ابن حبان (١٥ / ٣٩٢ ، رقم ٦٩٤٣) ، والترمذى (٤ / ٥٠٣ ، رقم ٢٢٢٦) وقال : حسن. والطبراني (٧ / ٨٣ ، رقم ٦٤٤٣) ، والنسائي في الكبرى (٥ / ٤٧ ، رقم ٨١٥٥) ، والطيالسى (ص ١٥١ ، رقم ١١٠٧) ، وأحمد (٥ / ٢٢٠ ، رقم ٢١٩٦٩) ، ونعيم بن حماد في الفتن (١ / ١٠٤ ، رقم ٢٤٩) ، والبغوى في الجعديات (١ / ٤٧٩ ، رقم ٣٣٢٣) ، وابن أبى عاصم في الآحاد والمثانى (١ / ١١٦ ، رقم ١١٣).