بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلى بَعْضٍ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الْآياتِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٥٨)).
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) : الخطاب للمؤمنين ويدخل المؤمنات فيه تغليبا كما في غيره من الخطابات.
قال العلماء : هذه الآية خاصة ببعض الأوقات.
واختلفوا في المراد بقوله : (لِيَسْتَأْذِنْكُمُ) : على أقوال :
الأول : أنها منسوخة. قاله سعيد بن المسيب.
وقال سعيد بن جبير : إن الأمر فيها للندب لا للوجوب.
وقيل : كان ذلك واجبا حيث كانوا لا أبواب لهم ولو عاد الحال لعاد الوجوب ، حكاه المهدوي عن ابن عباس (١).
وقيل : إن الأمر هاهنا للوجوب ، وأن الآية محكمة غير منسوخة ، وأن حكمها ثابت على الرجال والنساء.
ولما سئل الشعبي عنها : أمنسوخة هي؟ قال : لا والله! فقال السائل : إن الناس لا يعملون بها؟ قال : الله المستعان.
وقال القرطبي (٢) : وهو قول أكثر العلماء ، وقال أبو عبد الرحمن السلمي : إنها خاصة بالنساء.
وقال ابن عمر : هي خاصة بالرجال دون النساء.
والمراد بقوله : (الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ) : العبيد والإماء.
(وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ) : أي من الأحرار.
ومعنى (ثَلاثَ مَرَّاتٍ) : ثلاثة أوقات في اليوم والليلة ، وعبّر بالمرات عن الأوقات لأن أصل وجوب الاستئذان هو سبب مقارنة تلك الأوقات لمرور المستأذنين بالمخاطبين لا نفس الأوقات. وانتصاب ثلاث على الظرفية الزمانية ، أي في ثلاث أوقات ، أو
__________________
(١) انظر : الناسخ والمنسوخ لابن العربي (٢ / ٣١٨).
(٢) انظر تفسيره : (١٢ / ٣٠٣).