(وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى أَرْبَعٍ) الدواب (يَخْلُقُ اللهُ ما يَشاءُ) كما يشاء (إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٤٥)) من الخلق وغيره (لَقَدْ أَنْزَلْنا آياتٍ مُبَيِّناتٍ) يقول : أنزلنا جبريل بآيات مبينات بالأمر والنهى (وَاللهُ يَهْدِي) يرشد إلى دينه (مَنْ يَشاءُ) ويكرم من كان أهلا لذلك (إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (٤٦)) دين قائم يرضاه وهو الإسلام ، ثم نزل فى شأن قوم عثمان بن عفان حين قالوا لعثمان لا تذهب مع على القضاء عند النبى صلىاللهعليهوسلم فى خصومة فى قطعة أرض كانت بينهما لأنه يميل إليه فذمهم الله بذلك ، قال : (وَيَقُولُونَ) قوم عثمان بن عفان (آمَنَّا بِاللهِ وَبِالرَّسُولِ) صدقنا بإيماننا بالله ورسوله (وَأَطَعْنا) ما أمرنا به (ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ) طائفة (مِنْهُمْ) من قوم عثمان (مِنْ بَعْدِ ذلِكَ) من بعد ما قالوا هذه الكلمة عن حكم الله (وَما أُولئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (٤٧)) بالمصدقين فى إيمانهم (وَإِذا دُعُوا إِلَى اللهِ) إلى كتاب الله (وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ) الرسول (بَيْنَهُمْ) بكتاب الله بحكم الله (إِذا فَرِيقٌ) طائفة (مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ (٤٨)) عن كتاب الله وحكم الرسول (وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ) لقوم عثمان (الْحَقُ) القضاء (يَأْتُوا إِلَيْهِ) إلى النبى صلىاللهعليهوسلم (مُذْعِنِينَ (٤٩)) مسرعين طائعين (أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) شك ونفاق (أَمِ ارْتابُوا) بل شكوا بالله وبرسوله (أَمْ يَخافُونَ) أيخافون (أَنْ يَحِيفَ اللهُ) يجور الله (عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ) فى الحكم (بَلْ أُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (٥٠)) الضارون لأنفسهم وكانوا منافقين فى إيمانهم.
(إِنَّما كانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٥١) وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ (٥٢) وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُلْ لا تُقْسِمُوا طاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (٥٣) قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْهِ ما حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ ما حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَما عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (٥٤) وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ (٥٥) وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (٥٦) لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَأْواهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ (٥٧) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ