سورة الرّوم
ومن السورة التى يذكر فيها الروم ، وهى مكية كلها (١)
بسم الله الرّحمن الرّحيم
(الم (١) غُلِبَتِ الرُّومُ (٢) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (٣) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (٤) بِنَصْرِ اللهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (٥) وَعْدَ اللهِ لا يُخْلِفُ اللهُ وَعْدَهُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (٦) يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غافِلُونَ (٧) أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ ما خَلَقَ اللهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلاَّ بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ لَكافِرُونَ (٨) أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوها أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوها وَجاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَما كانَ اللهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (٩))
(ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أَساؤُا السُّواى أَنْ كَذَّبُوا بِآياتِ اللهِ وَكانُوا بِها يَسْتَهْزِؤُنَ (١٠)) عن ابن عباس ، رضوان الله عليه ، فى قوله عزوجل : (الم (١)) يقول : أنا الله أعلم ، ويقال : قسم أقسم به (غُلِبَتِ الرُّومُ (٢)) قهرت الروم ، وهم أهل الكتاب ، غلبهم فارس ، وهم المجوس ، عبدة النيران (فِي أَدْنَى الْأَرْضِ) مما يلى فارس فاغتم بذلك المؤمنون وسر بذلك المشركون ، وقالوا : نحن نغلب على أهل الإيمان كما غلبت أهل فارس على الروم ، حتى ذكر الله غلبهم (وَهُمْ) يعنى أهل الروم ولهذا كان القسم (مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ) غلبة فارس عليهم (سَيَغْلِبُونَ (٣)) على فارس (فِي
__________________
(١) قال ابن الجوزى : كان بين فارس والروم حروب ، وكانت فارس تعبد الأصنام ، وتجحد البعث ، والروم نصارى لهم كتاب ونبى ، فكان المسلمون يفرحون إذا انتصر أهل الكتاب على أهل الأوثان ، فنصرت فارس مرة ، فشق على المسلمين ، وقال المشركون : لئن قاتلتمونا لننصرن كما نصر إخواننا ، على إخوانكم ، فنزلت الآية. انظر : زاد المسير (٦ / ٢٨٥) ، وتفسير الطبرى (٢١ / ١١) ، والدر المنثور (٥ / ١٥٠).