سورة الأنبياء
ومن السورة التى يذكر فيها الأنبياء ، وهى مكية كلها
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (١) ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلاَّ اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (٢) لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هذا إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (٣) قالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٤) بَلْ قالُوا أَضْغاثُ أَحْلامٍ بَلِ افْتَراهُ بَلْ هُوَ شاعِرٌ فَلْيَأْتِنا بِآيَةٍ كَما أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ (٥) ما آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ (٦) وَما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (٧) وَما جَعَلْناهُمْ جَسَداً لا يَأْكُلُونَ الطَّعامَ وَما كانُوا خالِدِينَ (٨) ثُمَّ صَدَقْناهُمُ الْوَعْدَ فَأَنْجَيْناهُمْ وَمَنْ نَشاءُ وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ (٩) لَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ كِتاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ (١٠))
عن ابن عباس ، رضى الله عنه ، فى قوله عزوجل : (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ) يقول : دنا لأهل مكة ما وعد لهم فى الكتاب من العذاب (وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ) عن ذلك (مُعْرِضُونَ (١)) أى مكذبون ، أى تاركون له (ما يَأْتِيهِمْ) ما يأتى إلى نبيهم جبريل ، عليهالسلام (مِنْ ذِكْرٍ) أى بذكر ، يعنى القرآن (مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ) بآية بعد آية وسورة بعد سورة لكان إتيان جبريل وقراءة محمد صلىاللهعليهوسلم واستماعهم محدثا لا القرآن (إِلَّا اسْتَمَعُوهُ) إلا استمع أهل مكة إلى قراءة محمد صلىاللهعليهوسلم والقرآن (وَهُمْ يَلْعَبُونَ (٢)) يهزؤون بمحمد صلىاللهعليهوسلم والقرآن (لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ) غافلة قلوبهم عن أمر الآخرة (وَأَسَرُّوا النَّجْوَى) أخفوا التكذيب بمحمد صلىاللهعليهوسلم والقرآن فيما بينهم (الَّذِينَ ظَلَمُوا) أشركوا أبو جهل وأصحابه ، يقول بعضهم لبعض (هَلْ هذا) ما هذا يعنون محمدا صلىاللهعليهوسلم (إِلَّا بَشَرٌ) آدمى (مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ) أفتصدقون بالسحر والكذب (وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (٣)) وأنتم تعلمون بأنه سحر وكذب (قالَ) قل لهم يا محمد (رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ) أى يعلم السر من القول والفعل من