سورة المؤمنون
ومن السورة التى يذكر فيها المؤمنون ، وهى مكية كلها
بسم الله الرّحمن الرّحيم
(قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (١) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ (٢) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (٣) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكاةِ فاعِلُونَ (٤) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ (٥) إِلاَّ عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (٦) فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ (٧) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ (٨) وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلَواتِهِمْ يُحافِظُونَ (٩) أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ (١٠))
عن ابن عباس ، رضى الله عنه ، فى قوله عزوجل : (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (١)) أى فاز ونجا الموحدون بتوحيد الله أولئك هم الوارثون الجنة دون الكفار ، ويقال : قد فاز ونجا وسعد المؤمنون المصدقون بإيمانهم والفلاح على وجهين نجاح وبقاء ، ثم نعت المؤمنين فقال : (الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ (٢)) مخبتون متواضعون لا يلتفتون يمينا ولا شمالا ، ولا يرفعون أيديهم فى الصلاة (وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (٣)) أى للباطل والحلف تاركون له (وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكاةِ فاعِلُونَ (٤)) أى يؤدون زكاة أموالهم (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ (٥)) يعفون فروجهم عن الحرام (إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ) أربع نسوة (أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ) من الولائد بغير عدد (فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (٦)) أى بالحلال (فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ) فمن طلب سوى الحلال (فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ (٧)) المعتدون الحلال إلى الحرام (وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ) لما ائتمنوا عليه مثل والوضوء والأغتسال من الجنابة والوديعة وأشباه ذلك (وَعَهْدِهِمْ) فيما بينهم وبين الله أو بينهم وبين الناس (راعُونَ (٨)) حافظون له بالوفاء (وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلَواتِهِمْ) لأوقات صلواتهم (يُحافِظُونَ (٩)) له بالوفاء (أُولئِكَ) أهل هذه الصفة (هُمُ الْوارِثُونَ (١٠)) أى النازلون.
(الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ (١١) وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ