لَكَ) يا فرعون (إِلى أَنْ تَزَكَّى (١٨)) تصلح وتسلم فتوحد الله (وَأَهْدِيَكَ) وأدعوك (إِلى رَبِّكَ فَتَخْشى (١٩)) منه فتسلم (فَأَراهُ) موسى (الْآيَةَ الْكُبْرى (٢٠)) العلامة العظمى اليد والعصا (فَكَذَّبَ) وقال : ليس هذا من الله (وَعَصى (٢١)) لم يقبل (ثُمَّ أَدْبَرَ) عن الإيمان ، ويقال : عن موسى (يَسْعى (٢٢)) يعمل فى أمر موسى ، ويقال : أسرع إلى أهله (فَحَشَرَ) قومه بالشرط (فَنادى (٢٣)) فخطبهم (فَقالَ) لهم (أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى (٢٤)) أنا ربكم ورب أصنامكم الأعلى فلا تتركوا عبادتها (فَأَخَذَهُ اللهُ) فعاقبه الله (نَكالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولى (٢٥)) عقوبة الدنيا بالغرق ، وعقوبة الآخرة بالنار ، ويقال : عاقبه الله بكلمته الأولى والأخرى ، وكلمته الأولى ، قوله : (ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرِي) وكلمته الأخرى ، قوله : (أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى (٢٤)) وكان بينهما أربعون سنة.
(إِنَّ فِي ذلِكَ) فيما فعلنا بهم بفرعون وقومه (لَعِبْرَةً) لعظة (لِمَنْ يَخْشى (٢٦)) لمن يخاف ما صنع بهم (أَأَنْتُمْ) يا أهل مكة (أَشَدُّ خَلْقاً) بعثا وأحكم صنعة (أَمِ السَّماءُ بَناها (٢٧)) خلقها (رَفَعَ سَمْكَها) أى سقفها (فَسَوَّاها (٢٨)) على وجه الأرض (وَأَغْطَشَ لَيْلَها) أظلم ليلها (وَأَخْرَجَ ضُحاها (٢٩)) أبرز نهارها وشمسها (وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها (٣٠)) مع ذلك بسطها على الماء ، ويقال : بعد ذلك بسطها على الماء بألفى سنة (أَخْرَجَ مِنْها) من الأرض (ماءَها) الجارى والغائر (وَمَرْعاها (٣١)) كلأها (وَالْجِبالَ أَرْساها (٣٢)) أوتدها (مَتاعاً لَكُمْ) منفعة لكم (وَلِأَنْعامِكُمْ (٣٣)) الماء والكلأ (فَإِذا جاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرى (٣٤)) وهى قيام الساعة طمت وعلت على كل شىء ، فليس فوقها شىء (يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ) يتعظ ويعلم الكافر النضر وأصحابه (ما سَعى (٣٥)) الذى عمل فى كفره.
(وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ) أظهرت الجحيم (لِمَنْ يَرى (٣٦)) لمن يجب له دخولها (فَأَمَّا مَنْ طَغى (٣٧)) علا وتكبر وكفر بالله وهو النضر بن الحارث بن علقمة (وَآثَرَ الْحَياةَ الدُّنْيا (٣٨)) اختار الدنيا على الآخرة والكفر على الإيمان (فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوى (٣٩)) مأوى من كان هكذا (وَأَمَّا مَنْ خافَ) عند المعصية (مَقامَ رَبِّهِ) بين يدى ربه ، فانتهى عن المعصية (وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى (٤٠)) عن الحرام الذى يشتهيه ، وهو مصعب بن عمير (فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى (٤١)) مأوى من كان هكذا (يَسْئَلُونَكَ) يا محمد كفار مكة (عَنِ السَّاعَةِ) عن قيام الساعة (أَيَّانَ مُرْساها (٤٢))