ينصرونهم بالعذر والحجة والأشهاد والرسل ، ويقال : هم الحفظة يشهدون عليهم بما عملوا (١).
(يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ) الكافرين (مَعْذِرَتُهُمْ) اعتذارهم من الكفر (وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ) السخط والعذاب (وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (٥٢)) النار (وَلَقَدْ آتَيْنا) أعطينا (مُوسَى الْهُدى) يعنى التوراة ، وآتينا داود الزبور ، وعيسى ابن مريم الإنجيل (وَأَوْرَثْنا بَنِي إِسْرائِيلَ الْكِتابَ (٥٣)) أنزلنا على بنى إسرائيل من بعدهم الكتاب ، كتاب داود وعيسى (هُدىً) من الضلالة (وَذِكْرى) عظة (لِأُولِي الْأَلْبابِ (٥٤)) لذوى العقول من الناس (فَاصْبِرْ) يا محمد على أذى اليهود والنصارى والمشركين (٢)(إِنَّ وَعْدَ اللهِ) لك بالنصرة على هلاكهم (حَقٌ) كائن (وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ) لتقصير شكر ما أنعم الله عليك ، وعلى أصحابك (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ) وصل بأمر ربك (بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكارِ (٥٥)) غدوة وعشية.
(إِنَّ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللهِ) يكذبون بمحمد صلىاللهعليهوسلم والقرآن ، وهم اليهود وكانوا أيضا يجادلون مع محمد صلىاللهعليهوسلم بصفة الدجال وعظمته ، ورجوع الملك إليهم عند خروج الدجال (بِغَيْرِ سُلْطانٍ) حجة (أَتاهُمْ) من الله على ما زعموا (إِنْ فِي صُدُورِهِمْ) ما فى قلوبهم (إِلَّا كِبْرٌ) عن الحق (ما هُمْ بِبالِغِيهِ) ببالغى ما فى صدورهم من الكبر ، وما يريدون من رجوع الملك إليهم عند خروج الدجال (فَاسْتَعِذْ بِاللهِ) يا محمد من فتنة الدجال (إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ) لمقالة اليهود (الْبَصِيرُ (٥٦)) بهم وبأعمالهم وبفتنة الدجال ، وبخروجه.
(لَخَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (٥٧) وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَلا الْمُسِيءُ قَلِيلاً ما تَتَذَكَّرُونَ (٥٨) إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وَلكِنَّ
__________________
(١) انظر : زاد المسير (٧ / ٢٣٠) ، وتفسير ابن كثير (٤ / ٨٣) ، والقرطبى (١٥ / ٣٢٢) ، والدر المنثور (٥ / ٣٥٢).
(٢) منسوخ بآية السيف كما فى بصائر ذوى التمييز للفيروزآبادى (١ / ٤١٠) ، والمصفى لابن الجوزى (ص ٢١١) ، والمنسوخ لابن البارزى (٣٠٤).