سَبِيلِ اللهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ بِما نَسُوا يَوْمَ الْحِسابِ (٢٦) وَما خَلَقْنَا السَّماءَ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما باطِلاً ذلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ (٢٧) أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ (٢٨) كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ (٢٩) وَوَهَبْنا لِداوُدَ سُلَيْمانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (٣٠) إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِناتُ الْجِيادُ (٣١) فَقالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ (٣٢) رُدُّوها عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْناقِ (٣٣) وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمانَ وَأَلْقَيْنا عَلى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنابَ (٣٤) قالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (٣٥) فَسَخَّرْنا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخاءً حَيْثُ أَصابَ (٣٦) وَالشَّياطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ (٣٧) وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ (٣٨) هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ (٣٩) وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنا لَزُلْفى وَحُسْنَ مَآبٍ (٤٠))
(وَهَلْ أَتاكَ) ما آتاك ثم أتاك يا محمد (نَبَأُ الْخَصْمِ) خبر الخصم ، خصم داود (إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ (٢١)) نزلوا عليه من فوق المحراب (إِذْ دَخَلُوا عَلى داوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ) داود (قالُوا) يعنى الملكين الذين دخلا عليه : يا دواد (لا تَخَفْ خَصْمانِ) نحن خصمان (بَغى) تطاول وظلم (بَعْضُنا عَلى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنا بِالْحَقِ) بالعدل (وَلا تُشْطِطْ) لا تمل ولا تجر (وَاهْدِنا إِلى سَواءِ الصِّراطِ (٢٢)) دلنا إلى الصواب (إِنَّ هذا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ واحِدَةٌ فَقالَ أَكْفِلْنِيها) أى أعطنيها (وَعَزَّنِي فِي الْخِطابِ (٢٣)) غلبنى فى الكلام ، وهذا مثل ضربنا لداود لكى يفهم ما فعل بأوريا (قالَ) داود (لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤالِ نَعْجَتِكَ) بأخذ نعجتك (إِلى نِعاجِهِ) عن كثرة نعاجه (وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ الْخُلَطاءِ) من الشركاء والإخوان (لَيَبْغِي) ليظلم (بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا) بالله (وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) فيما بينهم وبين ربهم (وَقَلِيلٌ ما هُمْ) ما لا يظلمون فخرجا من حيث دخلا (وَظَنَّ داوُدُ) فظن داود بعد ذلك (أَنَّما فَتَنَّاهُ) ابتليناه بالذنب الذى كان منه (فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ) من الذنب (وَخَرَّ راكِعاً) ساجدا (وَأَنابَ (٢٤)) أقبل على الله بالتوبة والندامة (فَغَفَرْنا لَهُ ذلِكَ) الذنب (وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنا لَزُلْفى) قربى فى الدرجات ، (وَحُسْنَ مَآبٍ (٢٥)) مرجع فى الآخرة.
(يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ) نبيا وملكا على بنى إسرائيل (فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِ) بالعدل (وَلا تَتَّبِعِ الْهَوى) كما اتبعت فى بتشايع امرأة أوريا ، وكانت