وما يشاء ، ويقال : فى نعمة حسنة ما يشاء ، ويقال : فى صوت حسن ما يشاء (١)(إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ) من الزيادة والنقصان (قَدِيرٌ (١)).
(ما يَفْتَحِ اللهُ) ما يرسل الله (لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ) من مطر ورزق وعافية (فَلا مُمْسِكَ لَها) فلا مانع للرحمة (وَما يُمْسِكْ) وما يمنع (فَلا مُرْسِلَ لَهُ) فلا ممسك غيره (مِنْ بَعْدِهِ) من بعد إمساكه (وَهُوَ الْعَزِيزُ) فى إمساكه (الْحَكِيمُ (٢)) فيما أرسل (يا أَيُّهَا النَّاسُ) يا أهل مكة (اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ) منة الله (عَلَيْكُمْ) بالمطر والرزق والعافية (هَلْ مِنْ خالِقٍ) من إله (غَيْرُ اللهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ) المطر (وَالْأَرْضِ) النبات (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) الذى يرزقكم (فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (٣)) من أين تكذبون أن الآلهة ترزقكم (وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ) قريش (فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ) كذبتهم قومهم كما كذبوك قريش (وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (٤)) عواقب الأمور فى الآخرة (يا أَيُّهَا النَّاسُ) يا أهل مكة (إِنَّ وَعْدَ اللهِ) البعث بعد الموت (حَقٌ) كائن (فَلا تَغُرَّنَّكُمُ) عن طاعة الله (الْحَياةُ الدُّنْيا) ما فى الحياة الدنيا من الزهرة والنعيم (وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللهِ) عن دين الله (الْغَرُورُ (٥)) الشيطان ويقال : أباطيل الدنيا إن قرأت بضم الغين (٢).
(إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُمْ عَدُوٌّ) فى الدين والطاعة (فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا) فحاربوه ولا تطيعوه فى الدنيا والطاعة (إِنَّما يَدْعُوا حِزْبَهُ) أهل دينه وطاعته (لِيَكُونُوا) ليجتمعوا (مِنْ أَصْحابِ السَّعِيرِ (٦)) مع أصحاب السعير فى السعير معه (الَّذِينَ كَفَرُوا) بمحمد والقرآن أبو جهل وأصحابه (لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ) غليظ (وَالَّذِينَ آمَنُوا) بمحمد والقرآن (وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) الطاعات فيما بينهم وبين ربهم (لَهُمْ مَغْفِرَةٌ) فى الدنيا لذنوبهم (وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (٧)) فى الآخرة بالجنة (أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً) يعنى كالكفار والفجار يعملون أعمالا سيئة ، وهم فى ذلك يعتقدون أنهم يحسنون صنعا (فَإِنَّ اللهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ) عن دينه من كان أهلا لذلك ، يعنى أبا جهل وأصحابه (وَيَهْدِي) لدينه (مَنْ يَشاءُ) من كان أهلا لذلك ، يعنى أبا بكر وأصحابه (فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ) فلا تهلك نفسك بالحزن (عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ) ندما على هلاكهم (إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِما يَصْنَعُونَ (٨)) فى كفرهم من المكر والخيانة
__________________
(١) انظر : تفسير الطبرى (٢٢ / ٧٥) ، وزاد المسير (٦ / ٤٧٣) وتفسير القرطبى (١٤ / ٣٢٠).
(٢) انظر : تفسير الطبرى (٢٢ / ٧٧) ، وزاد المسير (٦ / ٤٧٥).