(وَمِنْكَ) أوله أخذنا منك أن تبلغ قومك خبر الرسل والكتب قبلك وتأمرهم أن يؤمنوا به (وَمِنْ نُوحٍ) وأخذنا من نوح (وَإِبْراهِيمَ) وأخذنا من إبراهيم (وَمُوسى) وأخذنا من موسى (وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ) وأخذنا من عيسى ابن مريم (وَأَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً (٧)) وثيقا أن يبلغ الرسالة الأول الآخر ، وأن يصدق الآخر الأول ، وأن يأمروا قومهم أن يؤمنوا به (لِيَسْئَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ) المبلغين عن تبليغهم والوافين عن وفائهم والمؤمنين عن إيمانهم (وَأَعَدَّ لِلْكافِرِينَ) بالكتب والرسل (عَذاباً أَلِيماً (٨)) وجيعا فى النار يخلص وجعه إلى قلوبهم (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ) احفظوا منة الله (عَلَيْكُمْ) بدفع العدو عنكم ، بالريح ريح الصبا والملائكة (إِذْ جاءَتْكُمْ جُنُودٌ) جموع الكفار (فَأَرْسَلْنا) فسلطنا (عَلَيْهِمْ رِيحاً) ريح الصبا (وَجُنُوداً) صفا من الملائكة (لَمْ تَرَوْها) يعنى الملائكة (وَكانَ اللهُ بِما تَعْمَلُونَ) من الخندق وغيره (بَصِيراً (٩) إِذْ جاؤُكُمْ) كفار مكة (مِنْ فَوْقِكُمْ) من فوق الوادى طلحة بن خويلد الأسدى وأصحابه (وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ) من أسفل الوادى أبو الأعور الأسلمى وأصحابه ، وأبو سفيان وأصحابه (وَإِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ) مالت أبصار المنافقين فى الخندق عن موضعها (وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ) قلوب المنافقين (الْحَناجِرَ) عند الحناجر انتفخت من الخوف (وَتَظُنُّونَ بِاللهِ الظُّنُونَا (١٠)) فظننتم بالله يا معشر المنافقين أن الله لا ينصر نبيه.
(هُنالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزالاً شَدِيداً (١١) وَإِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ما وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُوراً (١٢) وَإِذْ قالَتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ يا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ وَما هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلاَّ فِراراً (١٣) وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطارِها ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْها وَما تَلَبَّثُوا بِها إِلاَّ يَسِيراً (١٤) وَلَقَدْ كانُوا عاهَدُوا اللهَ مِنْ قَبْلُ لا يُوَلُّونَ الْأَدْبارَ وَكانَ عَهْدُ اللهِ مَسْؤُلاً (١٥) قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذاً لا تُمَتَّعُونَ إِلاَّ قَلِيلاً (١٦) قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللهِ إِنْ أَرادَ بِكُمْ سُوءاً أَوْ أَرادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً (١٧) قَدْ يَعْلَمُ اللهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقائِلِينَ لِإِخْوانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنا وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلاَّ قَلِيلاً (١٨) أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذا جاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللهُ أَعْمالَهُمْ وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيراً (١٩) يَحْسَبُونَ الْأَحْزابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ