بادرة الخير
وكان قد يخلج
ببالي ممّا بعد وفاته ـ قدّس الله نفسه ـ أن اكمّل وأتمّم هذا الكتاب ـ الّذي قد
حضرت في النجف الأشرف محاضرات مصنّفه في حلقات تدريسه قسما كبيرا منه ـ بتحرير ما
فات منه وما لم يتيسّر له ترقيمه وتحقيق منيته به.
ومن بوادر الخير
أنّه اتّفق لي اجتماع أخيراً مع عالم نورانيّ ، ففي جرّاء الكلام أصرّ عليّ
بالقيام على تدارك الفائت من المرام ، فصار باعثاً مؤكّداً لتحقيق ما هو في بالي ،
فها أنا خائض في تنجيز المقصود بعون المعين المعبود.
الفحص عن الحجّة
على التكليف
وأشرع في الكتابة
ممّا بعد قوله : لا سيّما مثل أصل البراءة ، فإنّ المطلوب منه في مقام العمل نفي
التكليف إثباتا للوظيفة وروما لبراءة العهدة منه ، وإجرائه مع عدم التفتيش عن
الدليل والأمارة على التكليف الشرعي ، جرأة على الشريعة لم يرخّص فيها بانيها.
ما وجه وجوب الفحص
عن الأدلّة؟
وبعبارة اخرى :
أصل البراءة عن التكليف معناه : مرتبة من الترخيص والإباحة بحكم الشرع أو العقل في
الظاهر ، ومن هنا عبّر عنه في بعض الأوساط والحوزات العلميّة بالحكم الظاهري ،
والذهاب إليه لم يرخّص لبّا وواقعا إلّا بعد عدم الظفر بالأدلّة على الأحكام
الشرعية ، وهي على المعروف أربعة : الكتاب ، السنّة ، الإجماع ، العقل ، أي إدراك
العقل للحكم الشرعي ، أو الوظيفة العمليّة من