لا أجد بدّاً من معرفته وليس في البلد الّذي أنا فيه أحد أستفتيه من مواليك قال فقال ائت فقيه أهل البلد فاستفته من أمرك فإذا أفتاك بشيء فخذ بخلافه فإن الحق فيه (دلت الرواية الشريفة) مفهوماً على جواز الاستفتاء من مواليهم إذا وجدوا في البلد وأنه أمر مفروغ عنه بين الراوي والإمام عليهالسلام وهو مما يكفي.
(ومنها) ما رواه في المستدرك في القضاء في باب نوادر ما يتعلق بأبواب صفات القاضي عن مصباح الشريعة (قال) قال الصادق عليهالسلام لا يحلّ الفتيا لمن لا يستفتي من الله عزوجل بصفاء سرّه وإخلاص عمله وعلانيته وبرهان عن ربه في كل حال لأن من أفتى فقد حكم والحكم لا يصح إلّا بإذن الله وبرهانه ومن حكم بالخبر بلا معاينة فهو جاهل مأخوذ بجهله ومأثوم بحكمه.
(قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على الله عزوجل أولا يعلم المفتي انه هو الّذي يدخل بين الله تعالى وبين عباده وهو الحائر بين الجنة والنار ولا يحلّ الفتيا في الحلال والحرام بين الخلق (الا لمن اتبع الحق) من أهل زمانه وناحيته وبلده بالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وعرف ما يصلح من فتياه.
(قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وذلك لربّما ولعلَّ ولعسى لأن الفتيا عظيمة.
(وقال أمير المؤمنين عليهالسلام) لقاض هل تعرف الناسخ من المنسوخ قال لا قال فهل أشرفت على مراد الله عزوجل في أمثال القرآن قال لا قال إذاً هلكت وأهلكت والمفتي يحتاج إلى معرفة معاني القرآن وحقائق السنن ومواطن الإشارات والآداب والإجماع والاختلاف والاطلاع على أصول ما اجتمعوا عليه وما اختلفوا فيه ثم إلى حسن الاختيار ثم إلى العمل الصالح ثم الحكمة ثم التقوي ثم حينئذ إن قدر (انتهى) الحديث الشريف.