قوله تعالى : (إِنَّ إِلهَكُمْ لَواحِدٌ).
الإله هو المستغني بذاته المفتقر غيره إليه.
قوله تعالى : (إِنَّا زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا).
التزيين هو زيادة وصف في الماهية بعد كمالها ، يوجب حسنها احترازا من زيادتها قبل كمالها ، فإنه ليس بتزيين.
قوله تعالى : (وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ مارِدٍ).
قال الزمخشري : المارد الخارج عن الطاعة ، المبلس منها.
وقال ابن عطية : المرد التجرد للشر ، ومنه شجرة مرد لا ورق عليها.
قال ابن عرفة : المارد هو القوي ؛ فيحتمل أن يرجع إلى قوله نفسه ، وإلى قوته على التخيل ، وإن كان في نفسه ضعيفا ؛ فإن رجع إلى قوة نفسه فحفظ السماء من يستلزم حفظها من دونه من باب أحرى ، وإن رجع إلى قوته إلى التخيل مما يلزم حفظ السماء منه ، حفظها ممن لا يقدر على التخيل ، وإن كان في ذاته قويا هذا ينبني على الخلاف في السماء ، هل هي الآن محفوظة من جميع الشياطين المارد ، وغيره ، أو من المردة فقط.
قوله تعالى : (وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ).
قال ابن عرفة : قالوا : الجملة الثالثة تارة تكون مفسرة لما قبلها ، كقولك : أخذ زيد يثني على عمرو ، قال : كذا وكذا ، تارة تكون أجنبية ، كقولك : خطب زيد ، وقال : كذا وكذا ، وهذه تحتمل الأمرين ، وآتت على المعنى الثاني ؛ لأن قبلها (احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْواجَهُمْ).
قوله تعالى : (يَتَساءَلُونَ).
قال ابن عرفة : عادتهم يقولون : السؤال طلب القول صاحب الجمل الكلام ؛ إن دل على طلب الفعل كان مع الاستعلاء أمرا ومع الخضوع دعاء ، ومسألة دفع التساوي التماثل ، قال : والجملة الثانية مفسرة له ، فيلزم أخذ أمرين : إما تغيير الشيء بنقيضه ؛ لأن الثانية خبرية ؛ أو إبطال ما قاله صاحب الجملة ، وأجيب : بأن السؤال هنا المراد به التوبيخ ، وليس بسؤال حقيقة ، وقد قال المفسرون في قوله تعالى : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ).
قوله تعالى : (أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَدِينُونَ).