إن قلت : إذا ردوا كل رزقهم عليهم لا يكونون فيه سواء وإنما يستوفون معهم بردهم عليهم حذف فعل رزقهم ، فيجاب : إما أن يكون على حذف مضاف أو يكون الرزق مضافا إلى ضمير (ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ) ويكون الذي فضلوا به مملوكهم هو ردف مملوكهم الذي يساويهم به في نفس الأمر.
قوله تعالى : (وَاللهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً).
قيل : حواء عليهاالسّلام وجمعت باعتبار نسلها وأطلق عليهم أزواج مجازا استعمالا للفظ في حقيقته ومجازه.
قوله تعالى : (وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ).
الزمخشري : على بعضها لأن [...] في الجنة وما في الدنيا إلا الموز فيها.
ابن عرفة : ضرب مثل منها وكذا يقول الإمام الغزالي : واضرب في ذلك النموذج أي اضرب فيه مثلا.
قوله تعالى : (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً).
إنما قال لهم لأنه إذا لم يملك الرزق لمن عبده فأحرى أن لا يملكه لغيره وهم لم يخصوا الآلهة بالعبادة بل أشركوهم فيها مع الله لقوله (ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللهِ زُلْفى) [سورة الزمر : ٣] لكن ذلك الجزاء الذي صرفوه لهم من العبادة عبدوهم فيه من دون الله.
قوله تعالى : (شَيْئاً).
قيل : إنه بدل من رزق ، ورده أبو حيان : بأنه أعم من رزق وبدل الأعم من الأخص فصار بعد النفي الرزق أعم من شيء ألا ترى أن قولك ليس في الدار حيوان أخص من قولك ليس في الدار إنسان كما أن قولك في الدار إنسان أخص من قولك فيها حيوان.
قوله تعالى : (فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْراً).
فإن قلت : الآية خرجت مخرج المدح لفاعل ذلك فهلا ذكر فيها صدقة السوء فقط لأنها أفضل ، فالجواب : أنه قصد التنبيه على كثرة اتصافه ومبادرته إلى أفعال ..... (١) كيف ما أمكنه أو بدأ بالسر لأنه أفضل.
__________________
(١) كلمة غير واضحة بالمخطوطة