إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير ابن عرفة [ ج ٣ ]

تفسير ابن عرفة [ ج ٣ ]

312/416
*

أعلمه الرماية كل يوم

فلما اشتد ساعده رماني

على روايته بالسين المهملة.

قوله تعالى : (وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ).

المراد من يفعل جميع الطاعات أو أكثرها ، وليس المراد مطلق الطاعة ، لئلا يكون فيه حجة للمرجئة القائلين : بأن مجرد النطق بالشهادتين كاف في دخول الجنة.

قوله تعالى : (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ).

العرض إما الاختبار أو الإعطاء ، وعرض ذلك على السماوات ، إما بعد خلق التمييز فيها والإدراك ، وإما عرضه على ملائكتها.

قوله تعالى : (فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَأَشْفَقْنَ مِنْها).

من باب تقديم المسبب على سببه ، لأن الإشفاق سبب في الإبانة أو يكون الإشفاق علة غاية.

قوله تعالى : (وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ).

هو آدم عليه‌السلام أو الجنس ، والمراد بعضه لا كله ، وفيه أن عدم الدخول في العهدة أولا كقول مالك رحمه‌الله في أهل الكتاب ، وترك الحكم بينهم أحب إلي.

قيل لابن عرفة : المراد عرضناها على الإنسان فحملها ، قال : لا بل حملها لأن الله تعالى يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد.

ولذلك كان الشيخ ابن عبد السّلام يحكي أن الفقهاء اجتمعوا في جنازة ، فقال بعضهم : هذا عليه دخلنا ، فقال الآخر : بل عليه أدخلنا.

قوله تعالى : (لِيُعَذِّبَ اللهُ).

اللام للصيرورة على قراءة ، (وَحَمَلَهَا).

بتخفيف اللام وللتعليل حقيقة على قراءة التشديد في اللام.