قوله تعالى : (إِلَّا جِئْناكَ بِالْحَقِ).
أي بالحقيقة ، والمعنى ، وقوله تعالى : (وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً) ، راجع للفظ ، وكيفية دلالته على المعنى.
قوله تعالى : (أُوْلئِكَ شَرٌّ مَكاناً).
قال : كان بعضهم يفسره : بأن طريقتهم التي يمشون عليها على وجوههم إلى جهنم صعبة المسلك.
وقوله تعالى : (وَأَضَلُّ سَبِيلاً) ، إشارة إلى بعدها ، فهي بعيدة واعرة صعبة المسلك.
قوله تعالى : (وَجَعَلْنا مَعَهُ أَخاهُ هارُونَ وَزِيراً)(١) ، ظاهرة أن هارون عليهالسلام غير رسول ، بل هو تابع لموسى عليهالسلام ، وظاهر قوله تعالى : (اذْهَبا إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى فَقُولا) [سورة طه : ٤٣ ـ ٤٤] ، (أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ) [سورة مريم : ١٩] أنه رسول لكن الرسالة مقولة بالتشكيك ، قال : قصة موسى تكررت في القرآن لتكرر اليهود عليه ومنهم .... (٢) فلذلك كررت بألفاظ مختلفة.
قوله تعالى : (وَكُلًّا ضَرَبْنا لَهُ الْأَمْثالَ).
قال ابن عرفة : هذه عندي دليل لمن يقول إن العقل لم يخلوا من سمع ، وأجيب : بأنها أنما دلت على ضرب المثل لمن ذكر المقرون الذين بينهم ، ويعني من قبل نوح ، ومن قبل المذكورين ، والعفو إحسانه إنما يحتج كذلك ، بقوله تعالى : (وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ) [سورة فاطر : ٢٤] ، وقوله تعالى : (وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ) [سورة الفرقان ٤٠] ، قال : ومنهم من قال إن مطر مصدر على حذف الزوائد ، ومنهم من جعله اسم مصدر بخلاف قولك : أمطرت إمطارا فإنه مصدر بلا خلاف ، وكذلك عذبته عذابا بخلاف قولك : تعذيبا.
قوله تعالى : (أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَها).
أي أغفلوا فكأنهم لم يرونها.
__________________
(١) وردت في المخطوطة : وجعلنا معه أخاه وزيرا ووردت في المصحف وَجَعَلْنا مَعَهُ أَخاهُ هارُونَ وَزِيراً وقد أثبتنا ما في المصحف.
(٢) بياض وسقط في المخطوطة.