أي لا تطل بقاؤهم ولا تطلب استعمال هلاكهم ؛ فإنما نمهلهم مدة قليلة نعدها عدا ؛ لقوله تعالى : في سورة يوسف : (بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَراهِمَ مَعْدُودَةٍ) [سورة يوسف : ٢٠].
قوله تعالى : (يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً).
المراد هنا حقيقة الوفد دون خاصيته ؛ لأن خاصية الوفد أنهم يقومون على ..... (١) ولا يزالون.
قوله تعالى : (وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلى جَهَنَّمَ وِرْداً).
سوقهم للعذاب بقوة ، وهل المراد سوقهم للدخول إلى جهنم فخص الكفار والعصاة ، وسوقهم إلى الخلد فخص الكفار ، والأمر يحتمل وهو عبارة القرآن يذكر الطريقين وقيلت من الواسطة.
قوله تعالى : (وِرْداً).
أي عطاشا إهانة لهم واستخفافا لهم كأنهم يردوا عطاشا ، وأنشد الزمخشري عليه قول الأعرابي :
لنا ناقة وهو البيت المشهور.
قوله تعالى : (لا يَمْلِكُونَ الشَّفاعَةَ).
إما فاعل في المعنى أو مفعول ؛ أي لا يملكون أي يشفعوا أو يشفع لهم ، كما يقول : إن الله يفعل الممكن لا المحال ، ويقول في الممكن أنه لا يفعل.
قوله تعالى : (إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً).
قال الزمخشري ، وعن ابن مسعود : أن النبي صلّى الله عليه وعلى آله وسلم قال لأصحابه ذات يوم : " أيعجز أحدكم أن يتخذ كل مساء وصباح عند الرحمن عهدا ، قالوا : وكيف ذلك؟ قال : يقول عند كل مساء وصباح : اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة إني أعهد إليك أنني أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك ، وأن محمدا عبدك ورسولك ، وأنك إن تكلني إلى نفسي تقربني من الشر ، وتباعدني عن الخير ، وإني لا أثق إلا برحمتك ، فاجعل لي عهدا توفنيه يوم القيامة ،
__________________
(١) كلمة غير واضحة بالمخطوطة.