(١٠) وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها وَتَرَكُوكَ قائِماً قُلْ ما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ مِنَ اللهْوِ وَمِنَ التِّجارَةِ وَاللهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (١١)
المفردات :
(نُودِيَ لِلصَّلاةِ) : أذن لها. (يَوْمِ الْجُمُعَةِ) : هو اليوم المعروف من أيام الأسبوع ، وتصلى فيه صلاة الجمعة. (فَاسْعَوْا) : فامضوا إلى ذكر الله بقصد حسن. (وَذَرُوا الْبَيْعَ) : اتركوه. (قُضِيَتِ الصَّلاةُ) : أديت وفرغ منها. (انْفَضُّوا إِلَيْها) : أسرعوا لها.
المعنى :
خاطب الله ـ سبحانه وتعالى ـ المؤمنين خاصة بهذا النداء تشريفا لهم وتكريما ، وليعلموا أن إيمانهم يقتضى الإسراع في إجابة هذا الطلب وتحقيق هذا الأمر ، يا أيها المؤمنون : إذا أذن لصلاة الجمعة في يوم الجمعة فالواجب عليكم أن تسعوا إلى ذكر الله سعيا يتحقق به شهود الصلاة وحضورها والحصول على الثواب كاملا ، والمطلوب هو السعى بالأقدام والعمل مع الإخلاص بقلوب ذاكرة ، ونفوس راغبة في الحضور والمشاهدة بين يدي الله جل جلاله.
اسعوا إلى ذكر الله ، وذروا البيع والشراء وما شابههما.
ومن الذي تجب عليه الجمعة ويجب عليه السعى لها؟ هم الرجال المقيمون الأحرار الذين لا عذر لهم ، وما المراد بهذا النداء؟ هل هذا الأذان الأول أو هو الأذان بين يدي الخطيب؟ الذي كان أيام النبي صلىاللهعليهوسلم أنه كان يؤذن المؤذن بين يديه ثم يقيم الصلاة ، والأذان الأول حصل أيام عثمان ، وعلى ذلك فالمراد هو الأذان الثاني لا الأول ، ولكن في الواقع أن الاستعداد المعقول في هذه الأيام يقتضى أن نترك البيع ونسعى للصلاة عند سماع الأذان الأول حتى يكمل الاستعداد بهدوء وطمأنينة.