الجمعُ جَنادِبُ. ونونهُ عندَ الجمهورِ زائدةٌ للاشتقاقِ ؛ لأنّ الجرادَ يكونُ سببَ الجَدْبِ ، ولهذا سُمِّيَ جراداً ؛ لجردِهِ وجهَ الأرضِ من النباتِ ، ومن قالَ بأصالتِها دَفَعَ تحقّقَ الاشتقاقِ.
وأُمُ جُنْدُبٍ : كنيةُ ذَكَرِ الجرادةِ ، والداهيةُ ، والتخليطُ ، والهلكةُ ، والجورُ والغشمُ ، والظلمُ والانظلامُ ، والشدّةُ ، والقحطُ ، والأرضُ ذاتُ الرملِ ؛ لأنّ الجرادَ يُربّي بيضَهُ فيها.
وجَنادِبَةُ الأزدِ : جُنْدَبُ بن زهيرِ بنِ الحارثِ ، وجُنْدَبُ الخَيرِ بنُ عبد اللهِ بنِ ضبٍّ ، وجُنْدَبُ بنُ كعبِ بن عبدِ اللهِ ، قاتلُ الساحرِ الذي كانَ يَلعَبُ للوليدِ بنِ عقبةَ وهو أميرُ الكوفةِ (١).
الأثر
( وَكانَتْ فِيهَا أَجَادِبُ أَمْسَكَتِ المَاءَ ) (٢) هي صلابُ الأرضِ التي لا يَنضُبُ الماءُ فيها سريعاً ، أو الأرضونَ الجَدْبَةُ لا نباتَ بها. كأنّهُ جمعُ أَجْدُبٍ ؛ جمع جَدْبٍ ، كأَكالِبَ ؛ جمع أَكْلُبٍ ؛ جمع كلبٍ.
( جَدَبَ السَّمَرَ بَعْدَ العَتَمَةِ ) (٣) عابَهُ وذمَّهُ.
( فما أَتَجَدَّبُ أَنْ أَصحَبَكَ ) (٤) أي لا أتذمّمُ ولا أستنكفُ.
المثل
( جَدْبُ السَّوْءِ يُلْجِئُ إلَى نُجْعَةِ سَوْءٍ ) (٥) يَعني أنّ الأمورَ كلّها تتشاكلُ في الجودةِ والرداءةِ ، فإذا كانَ جَدْبُ الزمانِ بَلَغَ النهايةَ في الشرِّ ألجأَ إلى شرِّ نجعةٍ ضرورةً. يُضرَبُ في ارتكابِ دنيّاتِ الأمورِ عندَ شدّةِ الحاجةِ.
__________________
(١) ما هنا يوافقه ما في التاج. ونسب في جمهرة أنساب العرب : ٣٧٩ : إلى الشيعة أنّهم يلقّبون قاتل الساحر بـ « جندب الخير ».
(٢) النهاية ١ : ٢٤٢ ، غريب الخطّابيّ ١ : ٧٢٣.
(٣) الفائق ١ : ١٩٥.
(٤) هو في حديث عتبة بن غزوان. انظر الأساس : ٥٢.
(٥) مجمع الأمثال ١ : ١٧٧ / ٩٤٧.