والثاني : بما يستحق من الثناء [بتفضله] عليهم بالنعم والإحسان الذي منه إليهم ، وهو ما قال : (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) [الفاتحة : ٢] و (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) [الأنعام : ١] ، ونحو ذلك ، والله أعلم.
وأصل آخر : أنه إذا أضيفت كلية الأشياء إلى الله ـ تعالى ـ ففيه وصف له بالعظمة والجلال وإذا أضيفت جزئية الأشياء إليه وخاصيتها ، فإنما فيه تعظيم تلك الخاصية المضافة إليه ، وفي قوله ـ تعالى ـ : (فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّماواتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعالَمِينَ) إضافة كلية الأشياء إليه والخاصية والجزئية ، ففيه الأمران جميعا ، فإن قوله ـ عزوجل ـ : (فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّماواتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ) إضافة جزئية الأشياء إليه وخاصيته ، وقوله ـ عزوجل ـ : (رَبِّ الْعالَمِينَ) إضافة كلية الأشياء إليه ، والله أعلم.
وقد تقدم ذكر الرب في غير موضع.
وقوله ـ عزوجل ـ : (وَلَهُ الْكِبْرِياءُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) هذا يخرج على وجهين :
أحدهما : أي : وله الوصف بالكبرياء والعظمة على أهل السموات وأهل الأرض أن يصفوه بالكبرياء والعظمة.
أو : من حقه على أهل السموات وأهل الأرض أن يصفوه بالكبرياء والعظمة والجلال ، والله أعلم.
وقوله ـ عزوجل ـ : (وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) أي : هو العزيز الذي لا يلحقه الذل بخلاف الخلق له ولا بعصيانهم.
أو (هُوَ الْعَزِيزُ) بما به يتعزز من أعز دونه ، ومن وصف بعز دونه ، فذلك راجع في الحقيقة إليه ، (الْحَكِيمُ) الذي وضع كل شيء موضعه ، أو الحكيم الذي لا يلحقه الخطأ في التدبير ، والله الموفق ، والحمد لله رب العالمين.
* * *