وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم ، وصحّحه ، وابن مردويه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ما أدري أتبع كان نبيا أم لا؟ وما أدري أذو القرنين كان نبيا أم لا؟ وما أدري الحدود كفارات لأهلها أم لا؟». وأخرج ابن مردويه عن سالم بن أبي الجعد قال : سئل عليّ عن ذي القرنين أنبيّ هو؟ قال : سمعت نبيكم صلىاللهعليهوسلم يقول : «هو عبد ناصح الله فنصحه». وأخرج ابن عبد الحكم في «فتوح مصر» ، وابن المنذر وابن أبي حاتم ، وابن الأنباري في المصاحف ، وابن أبي عاصم في السّنّة ، وابن مردويه من طريق أبي الطفيل أن ابن الكواء سأل عليّ بن أبي طالب عن ذي القرنين : أنبيا كان أم ملكا؟ قال : لم يكن نبيا ولا ملكا ، ولكن كان عبدا صالحا أحبّ الله فأحبه الله ، ونصح لله فنصحه الله ، بعثه الله إلى قومه فضربوه على قرنه فمات ، ثم أحياه الله لجهادهم ، ثم بعثه الله إلى قومه فضربوه على قرنه الآخر فمات ، فأحياه الله لجهادهم ، فلذلك سمّي ذا القرنين ، وإن فيكم مثله. وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عمرو قال : ذو القرنين نبيّ. وأخرج ابن أبي حاتم عن الأحوص بن حكيم عن أبيه أن النبيّ صلىاللهعليهوسلم سئل عن ذي القرنين فقال : «هو ملك مسح الأرض بالأسباب». وأخرج ابن عبد الحكم في «فتوح مصر» ، وابن المنذر وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ في العظمة ، عن خالد بن معدان الكلاعي مرفوعا مثله. وأخرج ابن عبد الحكم وابن المنذر وابن أبي حاتم ، وابن الأنباري في كتاب «الأضداد» ، وأبو الشيخ عن عمر بن الخطاب أنه سمع رجلا ينادي بمنى : يا ذا القرنين ، فقال عمر : ها أنتم قد سمعتم بأسماء الأنبياء فما بالكم وأسماء الملائكة؟ وفي الباب غير ما ذكرناه مما يغني عنه ما قد أوردناه. وقد أخرج ابن عبد الحكم في «فتوح مصر» ، وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، والبيهقي في الدلائل ، عن عقبة بن عامر الجهني حديثا يتضمّن أن نفرا من اليهود سألوا النبيّ صلىاللهعليهوسلم عن ذي القرنين ، فأخبرهم بما جاءوا له ابتداء ، وكان فيما أخبرهم به أنه كان شابا من الروم ، وأنه بنى الإسكندرية ، وأنه علا به ملك في السماء ، وذهب به إلى السدّ. وإسناده ضعيف ، وفي متنه نكارة ، وأكثر ما فيه أنه من أخبار بني إسرائيل ، ذكر معنى هذا ابن كثير في تفسيره وعزاه إلى ابن جرير والأموي في مغازيه ؛ ثم قال بعد ذلك : والعجب أن أبا زرعة الرازي مع جلالة قدره ساقه بتمامه في كتابه «دلائل النبوّة» انتهى. وقد ساقه بتمامه السيوطي في «الدرّ المنثور» ، وساق أيضا خبرا طويلا عن وهب بن منبه وعزاه إلى ابن إسحاق وابن المنذر وابن أبي حاتم ، والشيرازي في الألقاب ؛ وأبي الشيخ ، وفيه أشياء منكرة جدّا ، وكذلك ذكر خبرا طويلا عن محمد الباقر أخرجه ابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، ولعل هذه الأخبار ونحوها منقولة عن أهل الكتاب ، وقد أمرنا بأن لا نصدقهم ولا نكذبهم فيما ينقلونه إلينا. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : (وَآتَيْناهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً) قال : علما. وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن أبي هلال أن معاوية بن أبي سفيان قال لكعب الأحبار : أنت تقول : إن ذا القرنين كان يربط خيله بالثريا ، قال له كعب : إن كنت قلت ذلك فإن الله قال : (وَآتَيْناهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً). وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق عثمان بن حاضر (١) أن ابن عباس ذكر له أن معاوية بن أبي
__________________
(١). في المطبوع : عثمان بن أبي حاضر ، قال ابن حجر في التقريب (٢ / ٧) : وهو وهم.