الوحدة ، وربط الظواهر ضمن علاقاتها الجدلية بإطارها الموضوعي» (١).
ومن خلال هذا النص يتبين أن التحليل هو :
معالجة الكثرة ارتدادا بها إلى الوحدة ، وربط الظواهر ضمن علاقاتها الجدلية بإطارها الموضوعي (٢).
والتحليل على هذا النحو مضر بفهم النص وتفسيره سواء كان نصّا قرآنيّا أو غيره ، أشار إلى ذلك بعض النقاد الغربيين في حديثهم عن تطبيق منهج التحليل «ويسمونه التفكيك» في الشعر حيث إن النقاد الجدد في أمريكا أقاموا مماراساتهم النقدية على أساس الشكل العضوي ، وهي الفكرة القائلة : إن للقصيدة وحدة شكلية تماثل وحدة الشكل الطبيعي ، ولكن بدلا من أن يكشف هؤلاء النقاد في الشعر وحدة العالم الطبيعي وتلاحمها ، فإنهم اكتشفوا معاني متعددة الأوجه ، وفي نهاية المطاف تحول النقد الذي يبحث عن نقد للالتباس والتعدد في المعنى ... إلى لغة ملتبسة مناقضة لفكرتهم الأصلية الكلية لوحدة الموضوع (٣).
ومن خلال هذا الكلام نتبين أن فكرة معالجة الكثرة ارتدادا إلى الوحدة ، وربط الظواهر ضمن علاقاتها بإطارها الموضوعي ، فكرة مستقاة من النقد الغربي ، وهي فكرة منتقضة من قبل الغربيين أنفسهم ، ذلك أنه كما يقول الدكتور عبد العزيز حمودة : «إن التفكيكية ، كممارسة نقدية أدبية ، تفكك النص لتكشف أن ما يبدو عملا متناسقا وبلا تناقضات ، وهو بناء من الاستراتيجيات والمناورات البلاغية ، إن فضح ذلك البناء ينسف الافتراض بوجود معنى متماسك ، غير متناقض ومفهوم يمكن تفسيره بشكل واضح» (٤).
٢ ـ المنهج البنيوي «الألسنية المعاصرة» :
والمنهج البنيوي : رؤية نقدية حديثة ، تعد النص الأدبي تشكيلا لغويّا فنيّا يتميز عن
__________________
(١) العالمية الإسلامية الثنائية (دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع ، بيروت ، ط ٢ ، ١٩٩٦ م) (٢ / ٥٠٦).
(٢) ينظر : الجيلاني بن التوهامي مفتاح : المدرسة الفكرية المعاصرة في تفسير القرآن الكريم (المسلم المعاصر ، عدد ١٠١) (ص ٣١).
(٣) ينظر : رامان سلدن : النظرية الأدبية المعاصرة ، ترجمة : د. جابر عصفور (دار الفكر للدراسات والنشر والتوزيع) القاهرة ، الطبعة الأولى ١٩٩١ م. ص (١٥٥ ، ١٥٦).
(٤) المرايا المحدبة من البنيوية إلى التفكيك (عالم المعرفة ، الكويت ، ذو الحجة ١٤١٨ ه ـ إبريل نيسان ١٩٩٨ م) (ص ٣٤٨).