قيل (١) : الشهادة التى عنده : علمهم أنهم كانوا مسلمين ، ولم يكونوا على دينهم.
وقيل (٢) : الشهادة التى عندهم بالإسلام : أنه دين الله وأنه حق.
وقيل (٣) : الشهادة التى كانت عندهم : محمد صلىاللهعليهوسلم ؛ بيّنه الله فى كتابهم وأخذ عليهم المواثيق والعهود بقوله : (لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ) [آل عمران : ١٨٧] فكتموه وكذبوه.
وقيل (٤) : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللهِ) فى قول اليهود لإبراهيم ـ عليهالسلام ـ وما ذكر من الأنبياء كانوا هودا أو نصارى ؛ فيقول الله ـ عزوجل ـ : لا تكتموا الشهادة إن كان عندكم علم بذلك. وقد علم الله أنكم كاذبون.
وقيل (٥) : (وَالْأَسْباطِ) : بنو يعقوب ؛ سموا أسباطا ؛ لأنه ولد لكل رجل منهم أمّة.
وقوله : (وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ).
خرج على الوعيد ، أى : لا تحسبوا أنه غافل عما تعملون.
ويجوز أن يكون لم ينشئهم على غفلة مما يعملون ، بل على علم بما يعملون خلقهم ؛ ليعلم أن ليس له فى شىء من عمل الخلق له حاجة ؛ ليخلقهم على رجاء النفع له ، ولا قوة إلا بالله.
خلقهم وهو يعلم أنهم يعصونه.
وقوله : (تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَها ما كَسَبَتْ وَلَكُمْ ما كَسَبْتُمْ وَلا تُسْئَلُونَ عَمَّا كانُوا يَعْمَلُونَ) الآية.
قد ذكرنا هذا فيما مرّ.
قوله تعالى : (تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَها ما كَسَبَتْ وَلَكُمْ ما كَسَبْتُمْ وَلا تُسْئَلُونَ عَمَّا كانُوا يَعْمَلُونَ (١٤١) سَيَقُولُ السُّفَهاءُ مِنَ النَّاسِ ما وَلاَّهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كانُوا عَلَيْها قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (١٤٢) وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْها إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللهُ وَما كانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ إِنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ)(١٤٣)
__________________
(١) قاله البغوى فى تفسيره (١ / ١٢١).
(٢) أخرجه عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة بنحوه كما فى الدر المنثور (١ / ٢٦٠).
(٣) ينظر التخريج السابق.
(٤) قاله مجاهد ، أخرجه ابن جرير عنه (٢١٣٨).
(٥) تقدم.