دالّ على أنّه كتاب يتضمن الآيات القرآنية والبيان النبوي الشريف الشارح لتلك الآيات وبأنها نزلت في عليّ ، فألفاظ الكتاب من أشرف الألفاظ قدرا لأنها مغترفة من كتاب الله ومن كلام رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلمومعانيها أيضا من أجلّ المعاني لأنّها من فضائل وخصائص أعظم شخصية بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وأوّل ما سمعنا باسم هذا السفر العظيم كادت أنفسنا وأرواحنا تطير إلى موطن وجوده شوقا اليه ، وكان قلوبنا تضطرب عند ذكره اضطراب قلب الحبيب عند سماع ذكر حبيبه واسم معشوقه!! وكنّا نتفقده أشد تفقد ، وطالما فحصنا وسألنا عنه فلم نعرف منه خبرا غير حديث أو احاديث منه ذكرت في مطاوي بعض الكتب (١) ، ولم نجد منه في الخارج
__________________
(١) ولا عجب من غياب كتب خصائص عليّ وأهل بيته عن جوّ يسود فيه المعاندون ، وقطر يسوسه الظالمون من ذنابة الأموية والعباسيّة ، فإنهم بالقضاء على أهل البيت وأتباعهم وكتب معاليهم وطوامير مناقبهم نالوا أمنياتهم الشيطانية وتوغلوا في الضلالة من أتّباعهم الشهوات واستحلالهم المحرّمات وحملهم الناس على اتّباع خطواتهم وصدّهم الناس عن الصراط المستقيم.
وإنما العجب أن يكتب في ذلك الجوّ والقطر مناقب عليّ وأهل بيته ويفرد خصائصهم بالتصنيف ثم يدوم بعض تلك الكتب والرسائل مع كونها بمنزلة كتب الكفر عند المنحرفين عن أهل البيت!! ثم العجب من خمود من يدّعي ولاء أهل البيت عن السعي وراء إحياء تلك الكتب ونشرها بين العالمين ـ مع انقضاء عصر الغاصبين المدعين ـ