٢ ـ وفي حديث آخر عن رسول الله صلىاللهعليهوآله أيضاً قال : «الجَماعَةُ رَحمَةٌ ، والفُرقَةُ عَذابٌ» (١).
٣ ـ وقال رسول الله في حديث آخر : «يَدُ اللهِ عَلَى الجَماعَةِ فَإذا إِشتَدِّ (شَذَّ) الشَّاذَّ مِنهُم إِختَطَفَهُ الشَّيطانُ كَما يَختَطِفُ الذِّئبُ الشَّاةَ الشَّاذَّةَ مِنَ النِّعَمِ» (٢)
٤ ـ ونفس هذا المضمون ورد بتعبير آخر عن الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام في نهج البلاغة حيث قال : «والزَمُوا السَّوادَ الأَعظَمَ فَإنَّ يَدَ اللهِ مَعَ الجَماعَةِ ، وَإِيَّاكُم وَالفُرقَةَ فَإِنَّ الشَّاذَّ مَنَ النَّاسِ للشَّيطَانِ ، كَما أَنَّ الشَّاذَّ مِنَ الغَنَمُ للذِّئبِ ، ألا مَن دعا إِلى هذا الشّعارِ فاقتُلُوه وَلَو كانَ تَحتَ عِمامَتِي هذِهِ» (٣).
٥ ـ وقد ورد هذا المضمون أيضاً في رواية اخرى عن رسول الله صلىاللهعليهوآله يعبّر عند مدى أهمية هذا المعنى حيث قال : «إِنَّ الشَّيطَانَ ذِئبُ الإِنسانِ كَذِئبِ الغَنَمِ يَأَخُذُ القاصِيَةَ وَالنَّاحِيَةَ وَالشَّارِدَةَ ، وَإِيَّاكُم وَالشِّعابِ ، وَعَلَيكُم بِالعامَّةِ وَالجَماعَةِ وَالمَساجِدِ» (٤).
٦ ـ وجاء في حديث آخر عن رسول الله صلىاللهعليهوآله أيضاً : «لا يَحِلُّ لِمُسلِمٍ أَنْ يَهجُرَ أَخاهُ فَوقَ ثَلاثَةَ (أَيَّامٍ) ، وَالسَّابِقُ بِالصُّلحِ يَدخُلُ الجَنَّةَ» (٥).
٧ ـ وهذا المضمون ورد أيضاً بتعبير آخر عن النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله حيث قال : «لا يَحِلُّ لِمُسلِمٍ أَنْ يَهجُرَ أَخاهُ فَوقَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلّا أَنْ يَكُونَ مِمَّنْ لا يُؤمِنُ بَوائِقَهُ» (٦).
وقد ورد في بعض الأحاديث الشريفة أنّه : «أَيُّما مُسلِمَينِ تَهاجَرا ثَلاثاً لا يَصطَلِحانِ إلّا ماتا خارِجَينِ عَنِ الإِسلامِ ...» (٧).
صحيح أنّ هذه الأحاديث الشريفة وردت في مجال المخاصمة والعداوة بين المسلمين ، ولكنّها علي أيّة حال تدلّ على أنّ الإسلام يؤيّد دائماً الحياة الاجتماعية وتعميق الالفة
__________________
١ ـ ميران الحكمة ، ج ١ ، ص ٤٠٦ ، ح ٢٤٣٨.
٢ ـ كنز العمال ، ج ١ ، ص ٢٠٦ ، ح ١٠٣٢.
٣ ـ نهج البلاغة ، الخطبة ١٢٧.
٤ ـ المحجة البيضاء ، ج ٤ ، ص ٨.
٥ ـ المصدر السابق ، ص ٧.
٦ ـ المصدر السابق.
٧ ـ سفينة البحار ، مادة هجر.