الثانية : أنّ الإصلاح بين الناس يعدّ أحد الوظائف المهمّة الإلهية والإنسانية والتي لا يمكن إهمالها والتغاضي عنها بأي دليل.
النميمة في الروايات الإسلامية :
نظراً لأنّ النميمة تعدّ أشنع الظواهر الاجتماعية التي تنخر في مفاصل المجتمع البشري وتكون مصدراً ومنبعاً لكثير من المفاسد الاخرى وحتى القتل وسفك الدماء ، فلذلك نجد أنّ الأحاديث الإسلامية قد نهت عن هذا السلوك الذميم بشدّة وجاء في مضامين هذه الروايات ما يثير العجب من وخامة هذه الظاهرة وبشاعة هذا السلوك ومنها :
١ ـ ما ورد في الحديث الشريف عن رسول الله صلىاللهعليهوآله أنّه قال يوماً لأصحابه : «أَلا انَبِّئُكُم بِشَرارِكُم ، قَالُوا : بَلى يا رَسُولَ اللهِ ، قالَ : المَشَّاؤُونَ بِالنَّمِيمِةِ وَالمُفَرِّقُونَ بَينَ الأَحِبَّةِ الباغُونَ لِلبُرآءِ المَعايبِ» (١).
النميمة بمعنى الصوت الواطيء الهاديء والذي يصدر من حركة شيء أو اصطدام قدم الإنسان في الأرض حال المشي ، وبما أنّ النّمام عادة يتحدّث من موقع النميمة بهدوء وإخفات لكي يلقي في نفس السامع أنّه يحمل إليه خبراً مهمّاً ، ولذلك أطلقت هذه الكلمة على النّمام ومن يسعى بين الأشخاص من موقع التفرقة وإثارة الاختلاف (٢).
وذهب البعض إلى أنّ النميمة في الأصل بمعنى تزيين الكلام الباطل والكاذب (لأنّ الشخص النّمام يسعى إلى أن يلبس لكلامه الكاذب لباساً جميلاً) (٣).
وشبيه هذا المعنى ورد أيضاً عن أمير المؤمنين عليهالسلام (٤).
٢ ـ وجاء في حديث آخر عن الإمام الباقر عليهالسلام أنّه قال : «الجَنَّةُ مُحَرَّمَةٌ عِلى القَتَّاتِينَ المَشَّائِينَ بِالنَّمِيمَةِ» (٥).
__________________
١ ـ وسائل الشيعة ، ج ٨ ، ص ٦١٦.
٢ ـ مقتبس من مفردات الراغب ، (مصطلح النميمة).
٣ ـ مقتبس من لسان العرب (من مصطلح النميمة).
٤ ـ وسائل الشيعة ، ج ٨ ، ص ٦١٧.
٥ ـ المصدر السابق.