على هذا الإنسان أن يختار لذلك الشخص الأمين العاقل ليضع عنده سرّه كما قال الإمام علي عليهالسلام : «مَنْ أَسَرَّ إِلى غَيرِ ثِقَةٍ فَقَد ضَيَّعَ أَمرَهُ» (١).
وحتى أنّ الإمام أوصى في حالة الضرورة وعند ما يريد الإنسان أن يودّع سرّه عند أخيه المؤمن أن يتلقى في المقابل سرّاً من ذلك الشخص لكي يكون بمثابة الضمانة لحفظ سرّه حيث يقول : «لا تَضع سرِّكَ عِندَ مَنْ لاسِرَّ لَهُ عِندَكَ» (٢).
ويجب الانتباه إلى أنّ الأشخاص الذين لا يعيشون الانضباط في حفظ أسرارهم فإنّهم لا يليقون بالثقة والاعتماد لحفظ أسرار الآخرين ، فينبغي الاجتناب عن وضع السرّ عندهم.
يقول أمير المؤمنين عليهالسلام في هذا المجال : «مَنْ ضَعُفَ عَنْ حِفظِ سِرِّهِ لَم يُطِق سِرَّ غَيرِهِ» (٣).
دوافع إفشاء السّر وعلاجها :
إنّ هذه الرذيلة الأخلاقية تنشأ من دوافع ونقاط ضعف مختلفة منها :
١ ـ إنّ الشخص الحسود يسعى لإفشاء أسرار الطرف الآخر لتوجيه ضربة إلى نقاط قوّته وشخصيته بين الناس ، ويسعى لذلك لإراقة ماء وجهه أو تهديد مصالحه الدنيوية والمادية.
٢ ـ إنّ الأشخاص الذين يعيشون الحقد والعقدة تجاه الآخرين فإنّهم يسعون أيضاً ولغرض الانتقام من الطرف الآخر وارضاء دافع الحقد في نفوسهم إلى إفشاء أسرار الآخرين.
٣ ـ ومن الدوافع الاخرى لهذه الرذيلة هو عنصر الجهل وضيق الافق ، فالأشخاص الذين يعيشون هذه الحالات الوضيعة ليست لديهم اللياقة لحفظ أسرار الآخرين.
ونقرأ في الحديث الشريف عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه قال : «ثَلاثٌ لا يُسْتَوْدَعْنَ سِرّاً : المَرأَةُ وَالنّمّامُ وَالأْحْمَقُ» (٤).
__________________
١ ـ غرر الحكم.
٢ ـ المصدر السابق.
٣ ـ المصدر السابق.
٤ ـ غر الحكم.