الحَسَدِ وَضَعُفِ الصَّبرِ وَقِلَّةِ القَناعَةِ» (١).
٨ ـ ونقرأ في حديث آخر عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه قال : «إِيَّاكَ وَالغَضَبَ فَأَوَّلُهُ جُنُونٌ وَآخِرُهُ نَدَمٌ» (٢).
٩ ـ وورد عن هذا الإمام عليهالسلام في عبارة عميقة اخرى تتعلّق بالتقاطع بين الغضب والعقل ويقول : «عِندَ غَلَبَةِ الغَيظِ وَالغَضَبِ تُختَبَرُ حِلمُ الحُلُماءِ» (٣).
١٠ ـ وأيضاً ورد في كلمات أمير المؤمنين عليهالسلام عن عواقب الغضب الأليمة قوله : «عُقُوبَةُ الغَضُوبِ وَالحَقُودِ وَالحَسُودِ تَبدَءُ بِأَنفُسِهِم» (٤).
١١ ـ وورد عن الإمام الصادق عليهالسلام أنّه قال : «مَنْ كَفَّ غَضَبَهُ سَتَرَ اللهُ عَورَتَهُ» (٥).
١٢ ـ ونختم هذا البحث بحديث شريف آخر عن الإمام الصادق عليهالسلام ، رغم وجود أحاديث كثيرة عن المعصومين في هذا الباب : «أَي شيءٍ أَشَدُّ مِنَ الغَضَبِ إِنَّ الرَّجُلَ إِذا غَضَبَ يَقتُلُ النَّفسَ وَيَقذِفُ المُحصَنَ» (٦).
الآثار السلبية والمخرّبة للغضب :
إننا قلّما نجد صفة من الصفات الرذيلة تتضمّن عناصر الشر والتخريب مثلما لرذيلة الغضب ، ولو أننا كتبنا تفصيلاً عن الآثار السلبية للغضب لاتّضح لدينا أنّها أكثر من الرذائل الأخلاقية الاخرى ومن ذلك :
١ ـ ينبغي الإلتفات قبل كل شيء إلى هذه الحقيقة ، وهي أنّ حالة الغضب تقع ضمن أعداء الإنسان حيث أنّه يفقد عقله تماماً في ثورة الغضب ويتحوّل إلى كائن غير منسجم التصرفات والحركات بحيث يتعجّب منه من حوله من الناس ، بل إنّ الإنسان نفسه وبعد
__________________
١ ـ الصحيفة السجادية ، الدعاء ٨.
٢ ـ غرر الحكم.
٣ ـ المصدر السابق.
٤ ـ المصدر السابق.
٥ ـ المحجة البيضاء ، ج ٥ ، ص ٢٩٣.
٦ ـ سفينة البحار ، مادة الغضب.