رسول الله صلىاللهعليهوسلم : ويلك! قطعت عنق صاحبك (مرارا) إذا كان أحدكم مادحا صاحبه لا محالة ، فليقل : أحسب فلانا ، والله حسيبه ، ولا أزكي على الله أحدا ، أحسبه : كذا وكذا إن كان يعلم ذلك.
القول في تأويل قوله تعالى :
(أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى (٣٣) وَأَعْطى قَلِيلاً وَأَكْدى (٣٤) أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرى) (٣٥)
(أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى) أي عن الذكر بعد إذ جاءه ، كما قال تعالى : (فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى وَلكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى) [القيامة : ٣١ ـ ٣٢]. (وَأَعْطى قَلِيلاً وَأَكْدى) أي قطع العطاء بخلا وشحّا (أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرى) أي يراه حتى يحكم على نفسه بالتزكية والنجاة والفوز؟.
القول في تأويل قوله تعالى :
(أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِما فِي صُحُفِ مُوسى (٣٦) وَإِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى) (٣٧)
(أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِما فِي صُحُفِ مُوسى وَإِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى) أي بالغ في الوفاء بما عاهد الله عليه ، كما قال : (وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَ). [البقرة : ١٢٤].
القول في تأويل قوله تعالى :
(أَلاَّ تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى) (٣٨)
(أَلَّا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى) أي لا تؤاخذ نفس بذنب غيرها. بل كل آثمة ، فإن إثمها عليها.
قال القاشانيّ : لأن العقاب يترتب على هيئات مظلمة رسخت في النفس بتكرار الأفاعيل والأقاويل السيئة التي هي الذنوب ، وكذلك الذنوب. وكذلك الثواب ، إنما يترتب على أضدادها من هيئات الفضائل ، كما قال تعالى :
القول في تأويل قوله تعالى :
(وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلاَّ ما سَعى) (٣٩)
(وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى) أي : إلا سعيه وكسبه.
تنبيهات :
الأول ـ قال ابن جرير : إنما عنى بقوله : (أَلَّا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى) الذي