قال ابن إسحاق : وكانت اللات لثقيف بالطائف ، وكان سدنتها وحجابها بني معتب ، وقد بعث إليها رسول الله صلىاللهعليهوسلم المغيرة بن شعبة وأبا سفيان صخر بن حرب فدماها ، وجعلا مكانها مسجدا بالطائف.
قال ابن إسحاق : وكانت مناة للأوس والخزرج ومن دان بدينهم من أهل يثرب على ساحل البحر ، من ناحية المشلل بقديد ، فبعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم إليها أبا سفيان ، صخر بن حرب فهدمها. ويقال : عليّ بن أبي طالب. انتهى.
الثالث ـ قال ابن جرير : اختلف أهل العربية في وجه الوقف على (اللات) و (منات) فكان بعض نحويّي البصرة يقول : إذا سكت قلت اللات ، وكذلك مناة ، تقول منات. وقال : قال بعضهم : اللاتّ ، فجعله من اللتّ الذي يلت. ولغة العرب يسكتون على ما فيه الهاء بالتاء ، يقولون : رأيت طلحت. وكل شيء مكتوب بالهاء فإنها تقف عليه بالتاء ، نحو نعمة ربك ، وشجرة. وكان بعض نحويّي الكوفة يقف على (اللات) بالهاء. وكان غيره منهم يقول : الاختيار في كل ما لم يضف ، أن يكون بالهاء (رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي) [الكهف : ٩٨] ، (وَشَجَرَةً تَخْرُجُ) [المؤمنون : ٢٠] ، وما كان مضافا فجائز بالهاء والتاء ، فالتاء للإضافة ، والهاء لأنه يفرد ويوقف عليه دون الثاني. وهذا القول الثالث أفشى اللغات وأكثرها في العرب ، وإن كان للأخرى وجه معروف. انتهى.
القول في تأويل قوله تعالى :
(أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثى (٢١) تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزى) (٢٢)
(أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثى) قال الزمخشريّ : كانوا يقولون : إن الملائكة وهذه الأصنام بنات الله ، وكانوا يعبدونهم ويزعمون أنهم شفعاؤهم عند الله تعالى ، مع وأدهم البنات ، فقيل لهم : (أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثى) ويجوز أن يراد أن اللات والعزى ومنات إناث ، وقد جعلتموهن لله شركاء ، ومن شأنكم أن تحتقروا الإناث ، وتستنكفوا من أن يولدن لكم ، وينسبن إليكم ، فكيف تجعلون هؤلاء الإناث أندادا لله ، وتسمونهنّ آلهة؟ انتهى.
لطيفة :
قال الشهاب : قد مرّ مرارا الكلام في (أَرَأَيْتَ) وأنها بمعنى (أخبرني) وفي كيفية دلالتها على ذلك ، واختلاف النحاة في فعل الرؤية فيه ، هل هو بصري؟ فتكون