الله تعالى حتما ، فلا وجه للطمع فيه ، والتألم من فواته. قاله أبو السعود.
القول في تأويل قوله تعالى :
(وَما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمنِ مُحْدَثٍ إِلاَّ كانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ) (٥)
(وَما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ) أي مكذبين ، استهزاء وإصرارا على ما كانوا عليه من الكفر. وتقديم نظير الآية في أول سورة الأنبياء ، وتحقيق معنى قوله تعالى (محدث) فتذكر.
القول في تأويل قوله تعالى :
(فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبؤُا ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) (٦)
(فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبؤُا ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) أي أحواله الباهرة وشؤونه القاهرة ، وظهور أعلامه ، وبقاء أيامه ، وفيه وعيد لهم بحلول الذل بهم ، ونزول الصّغار وقتئذ بدارهم.
القول في تأويل قوله تعالى :
(أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ) (٧)
(أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ) أي صنف مرضيّ كثير المنافع.
القول في تأويل قوله تعالى :
(إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ) (٨)
(إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ) لصرفهم اختيارهم إلى جانب الكفر ، وعدم تدبرهم في هذه الآيات.
القول في تأويل قوله تعالى :
(وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) (٩)
(وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) أي فهو القادر على الانتقام منهم بلا ممانع ، والرحيم بإمهاله وحلمه عنهم ، فلينتبهوا قبل أن يحل بهم ما حلّ بفرعون وقومه ، ولذا استأنف نبأ موسى عليهالسلام معه ، بقوله تعالى :