لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ) (١) ، فخلافة الإنسان عن الله سبحانه هي الأمانة التي وصفها الله سبحانه على عاتق الإنسان ، فبما انّه خليفة لله سبحانه يجب أن يكون بصفاته وأفعاله مظهراً لصفات الله وأسمائه وأفعاله.
إلى غير ذلك من الآيات التي يفسر بعضها بعضاً من دون رأي مسبق.
أقول : هذا النمط من التفسير كما يتحقّق بالتفسير الموضوعي ، أي تفسير القرآن حسب الموضوعات ؛ يتحقّق بالتفسير التجزيئي ، أي حسب السور ، سورة بعد سورة ؛ وهذا هو تفسير « الميزان » كتب على نمط تفسير القرآن بالقرآن ، لكن على حسب السور ، دون الموضوعات ، فبيّن إبهام الآية بآية أُختها.
ولكن الصورة الكاملة لهذا النمط من التفسير يستدعي الإحاطة بالقرآن الكريم ، وجمع الآيات الواردة في موضوع واحد ، حتى تتجلّـى الحقيقة من ضمِّ بعضها إلى بعض ، واستنطاق بعضها ببعض ، فيجب على القائم بهذا النمط ، تفسير القرآن على حسب الموضوعات ، وهو نمط جليل يحتاج إلى عناء كثير ، وقد قام العلامة المجلسي برفع بعض مشاكل هذا النمط فجمع الآيات الواردة في كل موضوع حسب الأبواب.
ولو انتشر هذا القسم من البحار في جزء مستقل ربّما يكون مفتاحاً للتفسير الموضوعي فهو قدسسره قد استخرج الآيات حسب الموضوعات ، وشرحها بوجه إجمالي.
ولكن النمط الأوسط منه هو قراءة القرآن من أوّله إلى آخره ، والدقة في مقاصد الآيات ، ثم تصنيف الآيات حسب ما ورد فيها من الأبحاث والموضوعات ، ففي هذا النوع من التفسير تستخرج الموضوعات من الآيات ثم تصنّف الآيات حسب الموضوعات المستخرجة ، وهذا بخلاف ما قام به العلامة
______________________
١. البقرة : ٣٠.