وأهوائهم ، فاتهموه بالضعف ، وانه غير جدير بأن يكون ابن علي (ع) ، أمثال : (بروكلمان) و (أوكلي) و (فلهوزن) و (ساكيس) (١).
والذي يؤخذ على هؤلاء ، أنهم ينظرون الى الحسن (ع) بصفته خصما لمعاوية بن أبي سفيان ، الذي يستبيح كل شيء في سبيل تدعيم عرشه والوصول إلى الخلافة ، التي هي الغاية الأولى والأخيرة بنظره. أما الحسن بن علي (ع) فإنه ينظر إليها كوسيلة لإحقاق الحق وانصاف المظلوم وإشاعة العدل والسلام بين الناس ، كما ينظر إليها القرآن والإسلام ، لذا فإنه لا يرى من الحق استعمال المكر والكذب والقتل للوصول إليها ، فالخليفة بنظر علي وأبنائه ، حامي القرآن وحافظ الشريعة والأمين على حقوق الناس وأموالهم ، والخليفة بنظر ابن هند يملك الرقاب والأموال ويحكم مما توحيه اليه شهواته وأهوائه ويستبيح كل شيء في سبيل توطيد ملكه وإشباع غرائزه.
لذلك لم ير الحسن مجالا من دينه ، ان يستعمل الأساليب التي كان يستعملها ابن ابي سفيان.
وقد عاب المستشرق (سيكس) على علي (ع) إصراره على الأمانة والشرف ، لأنهما لا يتفقان مع السياسة (٢).
لقد انتهى الحال بأهل العراق مع الحسن (ع) الى مرحلة لم يجد بدا معها من تسليم الخلافة لمعاوية. ولم يبق عليه إلا أن يأخذ على معاوية شروطا ، له ولأهل بيته وشيعة أبيه ، تحفظ لهم حقهم
__________________
(١) العراق في ظل العهد الأموي (ص ٧٤).
(٢) نفس المصدر (ص ٥٢).