مرّ الكرام ويشركون في أعمالهم حيث يقول : (أَفَأَمِنُوا أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِّنْ عَذَابِ اللهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لَايَشْعُرُونَ).
«الساعة» : القيامة ، وقد وردت بهذا المعنى في كثير من الآيات.
(قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (١٠٨) وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ اتَّقَواْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ (١٠٩) حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (١١٠) لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (١١١)
أصدق الدروس والعبر : في الآية الاولى من هذه المجموعة يتلقّى النبي صلىاللهعليهوآله الأوامر لتحديد الطريق والمنهج الذي يتّبعه ، فيقول القرآن الكريم : (قُلْ هذِهِ سَبِيلِى أَدْعُو إِلَى اللهِ).
ثم يضيف : (عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِى).
وهذه الجملة توضّح أنّ كل فرد مسلم مقتدٍ بالرسول صلىاللهعليهوآله له نفس الدور في الدعوة إلى الحق ، ولابدّ من دعوة الآخرين إلى الله ، من خلال ، الأقوال والأفعال وكذلك تؤكّد هذه الجملة على أنّ القائد يجب أن تكون له بصيرة ومعرفة كافية ، وإلّا فإنّ دعوته ليست إلى الحق ، وللتأكيد على ذلك يضيف القرآن الكريم : (وَسُبْحنَ اللهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ).
إنّ وقوع هذه الآية بعد الآيات المتعلقة بيوسف تشير إلى أنّ طريقة ومنهج النبي لا يختلفان عن طريقة ومنهج يوسف النبي ، فهو كان يدعو إلى «الله الواحد القهار» حتى في زوايا السجن ، أمّا غيره فكان يدعو إلى أسماء انتقلت إليه بسبب التقليد من جاهل إلى جاهل آخر ، أمّا سيرة الأنبياء والرسل كلها واحدة.