١٣
سورة الرعد
محتوى السورة : كما قلنا سابقاً ، بما أنّ السور المكية كان نزولها في بداية دعوة النبي صلىاللهعليهوآله وأثناء محاربته للمشركين ، فإنّها غالباً ما كانت تتحدّث عن المسائل العقائدية وخصوصاً الدعوة إلى التوحيد والمعاد ومحاربة الشرك ، في الوقت الذي نرى فيه أنّ السور المدنية نزلت بعد إنتشار الإسلام وقيام الحكومة الإسلامية ، فقد تناولت الأحكام والمسائل المتعلقة بالنظام الاجتماعي واحتياجات المجتمع.
فهذه السورة (سورة الرعد) التي هي من السور المكية لها نفس الخصائص السابقة ، فبعد ما تشير إلى أحقّية القرآن وعظمته ، تتطرّق إلى آيات التوحيد وأسرار الكون التي هي من دلائل ذات الله المقدسة.
ثم تتطرّق إلى المعاد وبعث الإنسان من جديد ومحكمة العدل الإلهي ، وهذه المجموعة من اصول المبدأ والمعاد تبيّن مسؤولية ووظائف الناس.
ثم لمعرفة الحق من الباطل ، الأمثال الحيّة والقابلة للإدراك.
ومن هنا فالحصيلة النهائية للإيمان بالتوحيد والمعاد هي تلك التطبيقات العملية والحيّة لها ، فالقرآن في هذه السورة يدعو الناس إلى الوفاء بالعهد وصلة الأرحام والصبر والاستقامة والإنفاق في السر والعلانية والنهي عن الإنتقام ، ويوضّح لهم أنّ الدنيا فانية ،