٦
سورة الأنعام
حرب على الشرك والوثنية : قيل أنّ سورة الأنعام مكية ، وهي السورة التاسعة والستون في تسلسل نزول السور القرآنية. هدف هذه السورة الرئيسي ـ مثل أهداف السور المكية ـ توكيد الاصول الثلاثة : «التوحيد» و «النبوة» و «المعاد» ولكنها تؤكد أكثر ما تؤكد قضية عبادة الله الواحد ومحاربة الشرك والوثنية ، بحيث إنّ معظم آيات هذه السورة يخاطب المشركين وعبدة الأصنام ، وبهذا يتناول البحث في أكثر المواضع ، أعمال المشركين وبدعهم.
ولعلّ هذا أيضاً هو السبب لما نقرؤه من روايات عن فضل هذه السورة ، وإنّها عند نزولها رافقها سبعون ألف ملك ، وأنّ من يقرأها وترتوي روحه من ينبوع التوحيد يستغفر له كل اولئك الملائكة.
إنّ التمعّن في آيات هذه السورة يقضي على روح النفاق والتشتت بين المسلمين ، ويجعل الآذان سميعة ، والأعين بصيرة ، والقلوب عارفة.
ولكن العجيب أن نرى بعضهم يكتفي من هذه السورة بقراءة ألفاظها فقط ، ويعقد الجلسات لتلاوة آياتها من أجل حلّ المشاكل الشخصية ، فلو اهتمّت هذه الجلسات بمحتوى السورة ، فلا تنحل المشاكل الخاصّة وحدها ، بل تنحل جميع مشاكل المسلمين العامة أيضاً ، ومن المؤسف جداً أنّ جمعاً من الناس يعتبرون القرآن مجموعة من (الأوراد)