(وَمِنْهُمُ) يعنى من المنافقين (الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَ) ـ صلىاللهعليهوسلم ـ منهم الجلاس بن سويد ، وشماس بن قيس ، والمخش بن حمير ، وسماك بن يزيد ، وعبيد بن الحارث ، ورفاعة بن زيد ، ورفاعة بن عبد المنذر ، قالوا : ما لا ينبغي. فقال (١) رجل منهم : لا تفعلوا فإنا نخاف أن يبلغ محمدا ، فيقع بنا. فقال الجلاس : نقول ما شئنا فإنما محمد أذن (٢) [١٥٦ أ] سامعة فنأتيه بما نقول فنزلت فى الجلاس (وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ) يعنى النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ (قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ) يعنى يصدق بالله ، ويصدق المؤمنين (وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ) يقول محمد رحمة للمؤمنين كقوله : (رَؤُفٌ رَحِيمٌ) (٣) يعنى للمصدقين بتوحيد الله رءوف رحيم (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللهِ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) ـ ٦١ ـ يعنى وجيع (يَحْلِفُونَ بِاللهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ) بعد اليوم منهم عبد الله ابن أبى حلف (٤) ألا نتخلف عنك ولنكونن معك على عدوك (وَاللهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ) فيها تقديم (إِنْ كانُوا مُؤْمِنِينَ) ـ ٦٢ ـ يعنى مصدقين بتوحيد الله ـ عزوجل ـ (أَلَمْ يَعْلَمُوا) يعنى المنافقين (أَنَّهُ مَنْ يُحادِدِ اللهَ وَرَسُولَهُ) يعنى يعادى الله ورسوله (فَأَنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِداً فِيها) لا يموت (ذلِكَ) العذاب (الْخِزْيُ الْعَظِيمُ) ـ ٦٣ ـ قوله : (يَحْذَرُ الْمُنافِقُونَ) نزلت فى الجلاس ابن سويد ، وسماك بن عمر ، ووداعة بن ثابت ، والمخش بن حمير الأشجعى ، وذلك أن المخش قال لهم : والله لا أدرى إنى أشر خليفة الله والله لوددت أنى جلدت مائة جلدة
__________________
(١) فى أ : قال.
(٢) فى أ : فإنما محمد أذن ، ل : فإنما محمدا أذن.
(٣) سورة التوبة : ١٢٨.
(٤) فى أ : بن خلف أن لا يتخلف.