من يدخل عليه.
وجمع الضّمائر لأنّ الخصم في الأصل مصدر يقال للواحد والأكثر ، وأريد بهم المتخاصمان ومن تبعهما وكانوا قوما قصدوا قتله ، فتسوّروا ودخلوا عليه فرأوا ما يمنعهم عن غرضهم فتعلّلوا بأن : (قالُوا لا تَخَفْ خَصْمانِ) نحن فريقان متخاصمان (بَغى) تعدّى (بَعْضُنا عَلى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنا بِالْحَقِّ وَلا تُشْطِطْ) ولا تجر في الحكم.
شطّ وأشطّ من الشّطّ : البعد والجور ، بعد عن الحقّ (وَاهْدِنا إِلى سَواءِ الصِّراطِ) وسطه أي العدل.
[٢٣] ـ (إِنَّ هذا أَخِي) في الدّين أو الخلطة (لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ واحِدَةٌ) هي الأنثى من الضّأن ، أو كناية عن المرأة.
والكلام على التّمثيل أي له نساء كثيرة ولي امرأة واحدة ، فاستنزلني عنها ، وفتح «حفص» «الياء» (١) (فَقالَ أَكْفِلْنِيها) اجعلني كافلها أي ملكنيها (وَعَزَّنِي فِي الْخِطابِ) غلبني في الحجاج ، وكان كلامه أبين وبطشه أشدّ.
[٢٤] ـ (قالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤالِ نَعْجَتِكَ) مصدر مضاف الى مفعوله الثّاني أي بسؤاله إيّاك نعجتك ، قاله على تقدير صدقه أو بعد اعتراف صاحبه (إِلى نِعاجِهِ) متعلّق ب «سؤال» لتضمّنه معنى الإضافة (وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ الْخُلَطاءِ) الشركاء ، الّذين خلطوا أموالهم ، أو الأصدقاء (لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَقَلِيلٌ ما هُمْ) «ما» زائدة لتأكيد القلّة (وَظَنَّ داوُدُ أَنَّما فَتَنَّاهُ) اختبرناه لأنّه علم بغرضهم ، فهمّ بأن ينتقم منهم ويترك الاولى وهو العفو ، فتداركه لطف ربّه فعفا عنهم (فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ) من همّه بترك الاولى او انقطاعا إليه (وَخَرَّ راكِعاً) ساجدا ، أو خرّ للسجود مصلّيا ، فأريد بالرّكّع : السّجود أو الصلاة (وَأَنابَ) رجع
__________________
(١) الكشف عن وجوه القراءات ٢ : ٢٣٥.