استهزائهم الموجب لإهلاكهم ونصبت لطولها بصلتها (١) أو بتقدير فعلها والمنادى محذوف.
[٣١] ـ (أَلَمْ يَرَوْا) ألم يعلم أهل مكّة (كَمْ) خبريّة معلقة «يروا» ، مفعول (أَهْلَكْنا) أي أهلكنا (قَبْلَهُمْ) كثيرا (مِنَ الْقُرُونِ) الأمم (أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لا يَرْجِعُونَ) بدل من «كم أهلكنا» على معنى ألم يروا الأمم الكثيرة المهلكة قبلهم كونهم غير راجعين إليهم.
[٣٢] ـ (وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا) إن المخففة واللّام فارقة وما زائدة ، وشدّد «لمّا» «عاصم» و «ابن عامر» و «حمزة» بمعنى «إلّا» (٢) و «ان» نافية (جَمِيعٌ) خبر «كلّ» أي مجموع (لَدَيْنا) ظرفه أو ظرف : (مُحْضَرُونَ) للحساب ، خبر ثان.
[٣٣] ـ (وَآيَةٌ لَهُمُ) على البعث خبر مقدّم أو مبتدأ خبره : (الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ) وشددها «نافع» (٣) (أَحْيَيْناها) صفة «الأرض» لأنّها غير معيّنة أو خبرها والجملة خبر «آية» أو استئناف يوضح كونها آية (وَأَخْرَجْنا مِنْها حَبًّا) جنسه (فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ) قدّم الجارّ إيذانا بأنّه معظم القوت.
[٣٤] ـ (وَجَعَلْنا فِيها جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ) من أنواعها ، وخصّا بالذكر لكثرة منافعهما (وَفَجَّرْنا فِيها مِنَ الْعُيُونِ) بعضها.
[٣٥] ـ (لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ) ثمر المذكور من الجنات ، أو «الهاء» لله ، التفات يفيد أنّه يخلقه ، وقرأ «حمزة» و «الكسائي» : «بضمّتين» لغة فيه (٤) أو جمع ثمار (وَما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ) منه كالدّبس ونحوه ، أو : ولم تعمله أيديهم وإنّما هو بخلق
__________________
(١) لعل المراد : انه من جهة تعلق الجار والمجرور به ، أشبه المنادى المضاف فنصب.
(٢) حجة القراءات : ٥٩٧.
(٣) النشر في القراءات العشر ٢ / ٢٤.
(٤) حجة القراءات : ٥٩٧.