علموه (ما لَبِثُوا) بعد سنة (فِي الْعَذابِ الْمُهِينِ) العمل الشاق ، أو ظهرت الجنّ ، و «ان» بصلتها بدل اشتمال منه أي ظهر أنهم لو علموا الغيب ما لبثوا في العذاب.
وملك وهو ابن ثلاث عشرة سنة ، وابتدأ ببناء بيت «المقدس» لأربع مضين من ملكه وعمّر ثلاثا وخمسين.
[١٥] ـ (لَقَدْ كانَ لِسَبَإٍ) بالتنوين ، اسم للحيّ أو لأبيهم «سبأ بن يشحب بن يعرب بن قحطان» ومنع صرفه «أبو عمرو» و «البزي» اسما للقبيلة (١) (فِي مَسْكَنِهِمْ) (٢) باليمن في مدينة «مأرب» وكانوا بعد «عيسى» ووحّده «حمزة» و «حفص» بفتح الكاف و «الكسائي» بكسره (٣) (آيَةٌ) دالة على كمال قدرة الله وسبغ نعمته (جَنَّتانِ) بدل من «آية» أو خبر محذوف ، أي : الآية جنّتان جماعتان من البساتين (عَنْ يَمِينٍ وَشِمالٍ) جماعة عن يمين بلدهم وجماعة عن شماله ، كأن كل جماعة لتدانيها جنّة واحدة أو بستانا ، كلّ رجل منهم عن يمين مسكنه وشماله ، ويقول لهم لسان حالهم أو انبياؤهم وهم ثلاثة عشر (كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ) نعمته (بَلْدَةٌ) هذه بلدة (طَيِّبَةٌ) نزهة لا أسباخ بها ولا هوام (٤) مؤذية (وَرَبٌ) ربّكم الذي رزقكم وطلب شكركم ، ربّ : (غَفُورٌ) تقصير من شكره.
[١٦] ـ (فَأَعْرَضُوا) عن الشّكر (فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ) سيل المطر الشديد أو الجرذ لأنّه نقب سكرا (٥) عملته «بلقيس» لمنع الماء ، أو واد أتى السّيل منه أو المسناة الّتي تمسك الماء جمع عرمة وهي الحجارة المركومة (وَبَدَّلْناهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَواتَيْ)
__________________
(١) حجة القراءات : ٥٨٥.
(٢) في المصحف الشريف بقراءة حفص : «مسكنهم» ـ كما سيشير اليه المؤلّف ـ.
(٣) حجة القراءات : ٥٨٥.
(٤) السباخ من الأرض ما يحرث ولم يعمّر ، والهوام : الحشرات.
(٥) السّكر : ما سدّ به النهر.