المبطل.
والضّمير للكفرة واضدادهم ، أو لهم ولآلهتهم (إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كاذِبٌ) بنسبة الشّريك والولد إليه (كَفَّارٌ) لنعمه بعبادة غيره أي يخلّيه وكفره أو لا يحكم بهدايته.
[٤] ـ (لَوْ أَرادَ اللهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً) كما زعموا (لَاصْطَفى مِمَّا يَخْلُقُ ما يَشاءُ) واصطفاؤه من مخلوقاته ولدا باطل ، لوجوب مماثلته الولد لوالده في الماهية ، والمخلوق لا يماثل الخالق ويقرّر هذا : (سُبْحانَهُ هُوَ اللهُ) ألا له الحق والغني المطلق (الْواحِدُ) بالذّات لا شريك له ولا ولد (الْقَهَّارُ) بلا زوال يحوجه الى ولد يخلفه ويحقق ما ذكر :
[٥] ـ (خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهارِ وَيُكَوِّرُ النَّهارَ عَلَى اللَّيْلِ) يغشى كلّا منهما الآخر ، كأنّما ألبسه ولفّ عليه ، أو يدخل كلا منهما على الآخر فيزيد في كلّ مثل ما ينقص من الآخر (وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى) منتهى دوره ، أو يوم القيامة (أَلا هُوَ الْعَزِيزُ) الغالب الّذي لا يغالب (الْغَفَّارُ) برحمته لمن يشاء.
[٦] ـ (خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ) فيه آيتان ، خلق «آدم» من غير أب وامّ وتشعيب الخلق الكثير منه لأنّ زوجه «حوّاء» منه كما قال : (ثُمَّ جَعَلَ مِنْها زَوْجَها) من فضل طينته أو من ضلعه وهو آية ثالثة ، و «ثمّ» لتفاوت ما بين الآيتين ، إذ التّوليد عادة جارية ، أو عطف على معنى واحدة أي من نفس وحدت ثمّ شفّعها بزوج منها أو على صفة مقدّرة لنفس نحو خلقها (وَأَنْزَلَ لَكُمْ) وأنشأ بسبب ما أنزله من المطر ، أو قسّم لأنّ قسمته كتبت في اللوح وتنزل من هناك (مِنَ الْأَنْعامِ) الإبل والبقر والضّأن والمعز (ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ) من كلّ زوجين ذكرا وأنثى (يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ) أنتم وسائر الحيوان ، غلّب العقلاء فخاطبهم لشرفهم (خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ) نطفا ثمّ علقا