أهل البيت عليهمالسلام (١) (وَقالَ يا أَيُّهَا النَّاسُ) تحديثا بنعمة الله ودعاء لهم الى تصديق معجزته (عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ) أصواته وفهم معانيها كما يفهم بعضه من بعض وضمير «علّمنا» له ولأبيه ، أو له على عادة الملوك وكذا : (وَأُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ) يريد كثرة ما اوتي ، كقولك فلان يعلم كلّ شيء (إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ) البيّن الظّاهر.
[١٧] ـ (وَحُشِرَ) وجمع (لِسُلَيْمانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ) يحبس اوّلهم على آخرهم ليتلاحقوا.
[١٨] ـ (حَتَّى إِذا أَتَوْا عَلى وادِ النَّمْلِ) واد بالشّام أو الطّائف ، كثير النّمل والتّعدية ب «على» لأنّهم أتوا من فوق ، أو لقطعهم الوادي ، من أتى على الشيء : بلغ آخره (قالَتْ نَمْلَةٌ يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ) عبّر عن صياحها بهم بما يفهمونه بالقول ، فجعلوا كالعقلاء في الخطاب (لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ) نهي بدل من «ادخلوا» أي لا تكونوا بحيث يكسرنّكم ، من باب لا اريّنك هاهنا (وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) بحطمكم ، إذ لو شعروا لم يفعلوا كأنّها عرفت عصمته عن الظّلم.
[١٩] ـ (فَتَبَسَّمَ ضاحِكاً مِنْ قَوْلِها) أخذا في الضّحك تعجّبا من حذرها وتحذيرها ، أو سرورا بما أتاه الله من ادراك همسها ولذلك دعا (وَقالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَ) اجعلني ازع شكرها ، أي : اكفّه واحبسه لا ينقلب عنّي فلا انفك عنه ، وفتح «ورش» و «البزّي» ياء «اوزعني» (٢) (وَعَلى والِدَيَ) أدرج ذكرهما لأنّ النّعمة عليه نعمة عليهما وبالعكس. (وَأَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبادِكَ الصَّالِحِينَ) في جملتهم الجنّة.
[٢٠] ـ (وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ) وكانت تظلّه عن الشّمس ، فوقعت نفحة منها على رأسه فنظر فإذا موضع الهدهد خال ، أو احتاج إليه ليردّ له الماء لأنّه يراه من بطن الأرض
__________________
(١) تفسير مجمع البيان ٤ : ٢١٤.
(٢) الكشف عن وجوه القراآت ٢ : ١٧٠.