مقدّر. وقرأ «ابن كثير» و «حفص» : «تكن» بالتاء (١) والمنادى في «يا ليتني» محذوف ، أي يا قوم ليتني.
وقيل : «يا» للتنبيه على الاتساع ، ونصب «فأفوز» على جواب التمني.
[٧٤] ـ (فَلْيُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ) يبيعون (الْحَياةَ الدُّنْيا بِالْآخِرَةِ) أي : إن صدّ المنافقون عن القتال ، فليقاتل المخلصون المختارون للآخرة على الدنيا (وَمَنْ يُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيُقْتَلْ) فيستشهد (أَوْ يَغْلِبْ) يظفر بالعدوّ (فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً) وعد المجاهد الثواب الجزيل ، غلب أو غلب ، حثا على الجهاد في إعزاز الدين ، وردّا لقولهم : (قَدْ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيداً). (٢) [٧٥] ـ (وَما لَكُمْ) مبتدأ وخبر (لا تُقاتِلُونَ) حال عاملها معنى الفعل في الظرف (فِي سَبِيلِ اللهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ) عطف على اسم «الله» ، أي وفي سبيل المستضعفين وهو خلاصهم من أيدي المشركين ، أو على «السبيل» بحذف مضاف أي وفي خلاص المستضعفين (مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ) بيان للمستضعفين ، وهم المسلمون الذين لم يستطيعوا الهجرة وبقوا بمكة مستذلين ، يلقون الأذى من أهلها.
وذكر «الولدان» مبالغة في الحث وإيذانا بتناهي ظلم الكفرة حتى آذوا الصبيان (الَّذِينَ يَقُولُونَ) داعين (رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْ هذِهِ الْقَرْيَةِ) مكة (الظَّالِمِ أَهْلُها) صفتها وذكّر لتذكير فاعله (وَاجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ) من عندك (وَلِيًّا) يلي أمرنا (وَاجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً) يعيننا عليهم ، فاستجاب الله دعاءهم ، فيسّر لبعضهم الخروج ،
__________________
(١) حجة القراءات : ٢٠٨ ، وقال الشيخ الطوسي في تفسير التبيان ٣ : ٢٥٦ : قرأ ابو جعفر المدني وحفص ورويس والبرجمي : «كأن لم تكن» بالتاء ، لان لفظة المودة مؤنثة ، ومن قرأ بالياء فلأن التأنيث ليس بحقيقيّ ، ومع ذلك فقد وقع الفصل بين الفعل والفاعل.
(٢) مرّ آنفا في الآية / ٧٢.