قيل : قالت الصحابة للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : ينبغي لنا ألّا نفارقك ، فإنّا لا نراك إلّا في الدنيا ، واما في الآخرة فإنك ترفع فوقنا بفضلك ، فنزلت. (١)
وقيل : في «ثوبان» مولى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وقد قال له نحو قولهم. (٢)
[٧٠] ـ (ذلِكَ) أي كونهم مع المنعم عليهم مبتدأ (الْفَضْلُ) خبره (مِنَ اللهِ) حال ، أو هو الخبر و «الفضل» صفة (وَكَفى بِاللهِ عَلِيماً) بجزاء المطيعين وتوفير الحظ فيه.
[٧١] ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ) تيقّظوا واحتزوا من عدوّكم.
والحذر : الحذر ، كالإثر والأثر ، أو ما يحذر به كالسلاح (فَانْفِرُوا) فاخرجوا الى الجهاد (ثُباتٍ) : جماعات متفرقة ، سريّة ، سريّة ، جمع «ثبة» وتجمع أيضا على ثبين (أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً) مجتمعين.
[٧٢] ـ (وَإِنَّ مِنْكُمْ) أي من عسكركم أيها المؤمنون (لَمَنْ) اللام للابتداء ، دخلت على اسم «ان» للتأكيد (لَيُبَطِّئَنَ) ليتثاقلنّ ويتأخرنّ عن الجهاد ، وهم المنافقون من «بطأ» بمعنى «أبطأ» لازم ، أو ليثبّطنّ غيره كما ثبطّ ابن أبيّ ناسا يوم أحد من «بطأ» المتعدي بالتضعيف ، واللام جواب قسم محذوف ، تقديره : «وان منكم لمن أقسم بالله ليبطّئن» (فَإِنْ أَصابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ) كقتل أو هزيمة (قالَ) المبطئ (قَدْ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيداً) حاضرا فأصاب.
[٧٣] ـ (وَلَئِنْ أَصابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللهِ) كفتح وغنيمة (لَيَقُولَنَ) متحسّرا «كأن لم يكن» (بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ) حال من القائل ، أو اعتراض بين القول ومقوله وهو : (يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً) للإيذان بأنّ قوله هذا قول من لا مواصلة بينكم وبينه ، وإنما أراد الكون معكم للمال لا للقتال و «كأن» مخففة ، واسمها ضمير شأن
__________________
(١) قاله قتادة ومسروق بن الأجدع ـ كما في تفسير مجمع البيان ٢ : ٧٢ ـ.
(٢) قاله الكلبي ـ كما في تفسير روح البيان ٥ : ٦٨ ـ.