كتموا صفة محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم. (١)
[٣٨] ـ (وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ) عطف على «الذين يبخلون» ، أو «الكافرين» ، أو مبتدأ حذف خبره ، ودل عليه «ومن يكن الشيطان» (رِئاءَ النَّاسِ) مرائين ، أو مراءاة لهم (وَلا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ) هم المنافقون أو مشركو مكة (وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطانُ لَهُ قَرِيناً) صاحبا ، يتّبع أمره كهؤلاء ، أو هو وعيد لهم بان يقرن بهم في النار (فَساءَ قَرِيناً) هو.
[٣٩] ـ (وَما ذا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقَهُمُ اللهُ) أي : أيّ ضرر عليهم بالإيمان والإنفاق في سبيل الله. وهو توبيخ لهم ؛ إذ كل [ال] منفعة في ذلك وانما الضرر فيما هم عليه (وَكانَ اللهُ بِهِمْ عَلِيماً) فيجازيهم بأعمالهم.
[٤٠] ـ (إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ) لا ينقص من أجر ولا يزيد في عقاب (مِثْقالَ ذَرَّةٍ) زنة نملة صغيرة ، أو جزء من أجزاء الهباء ، لغناه عن الظلم وعلمه بقبحه ، فيستحيل عليه تعالى في الحكمة ـ لا في القدرة ـ (وَإِنْ تَكُ) وإن يك مثقال الذرة ، وأنث الضمير لتأنيث الخبر ، أو لإضافة المثقال الى مؤنث (حَسَنَةً) ورفعه «ابن كثير» على التامّة (٢) (يُضاعِفْها) يضاعف ثوابها وقرأ «ابن كثير» و «ابن عامر» : «يضعّفها» (٣) (وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ) ويعط صاحبها من عنده تفضلا مع المضاعفة (أَجْراً عَظِيماً) عطاء جزيلا. وسمي «أجرا» لأنه تابع للأجر.
[٤١] ـ (فَكَيْفَ) حال هؤلاء الكفرة (إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ) يشهد عليها بعملها وهو نبيّها (وَجِئْنا بِكَ) يا محمد (عَلى هؤُلاءِ) الكفرة أو الشهداء أي على تصديقهم (شَهِيداً).
[٤٢] ـ (يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ) يتمنى (الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ)
__________________
(١) تفسير التبيان ٣ : ١٩٦.
(٢ ـ ٣) حجة القراءات : ٢٠٣.