يُرِيدا إِصْلاحاً يُوَفِّقِ اللهُ بَيْنَهُما) الضميران للحكمين ، أي : إن قصدا الإصلاح يوفق الله بينهما فتتفق كلمتهما ويحصل الغرض ، أو للزوجين ، أي : إن أرادا الإصلاح وزوال الشقاق أوقع الله بينهما الوفاق والالفة. والاول للحكمين ، والثاني للزوجين ، أي إن قصدا الإصلاح أوقع الله بحسن نيّتهما الوفاق بين الزوجين (إِنَّ اللهَ كانَ عَلِيماً) بكلّ شيء (خَبِيراً) بالبواطن كالظواهر.
[٣٦] ـ (وَاعْبُدُوا اللهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً) غيره ، أو شيئا من الإشراك (وَبِالْوالِدَيْنِ) وأحسنوا بهما (إِحْساناً وَبِذِي الْقُرْبى) القرابة (وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَالْجارِ ذِي الْقُرْبى) القريب في الجوار ، أو النسب أو الدين (وَالْجارِ الْجُنُبِ) البعيد جوارا أو نسبا أو دينا (وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ) الرفيق في سفر أو تعلّم أو حرفة. وقيل :
الزوجة (١) (وَابْنِ السَّبِيلِ) المسافر أو الضيف (وَما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ) أرقائكم (إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ مَنْ كانَ مُخْتالاً) متكبّرا لا يلتفت الى أقاربه وجيرانه وأصحابه (فَخُوراً) عليهم.
[٣٧] ـ (الَّذِينَ يَبْخَلُونَ) نصب بدلا من «من كان» أو على الذم ، أو رفع عليه ، أو مبتدأ حذف خبره ، تقديره : الذين يبخلون بما وجب عليهم ، أو بإظهار صفة محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم (وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ) به. وفتح «حمزة» و «الكسائي» «الباء» و «الخاء» (٢) (وَيَكْتُمُونَ ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) المال والعلم أحقّاء بالعقوبة (وَأَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ) بذلك وغيره (عَذاباً مُهِيناً) لهم. نزلت في اليهود الّذين كانوا يتنصّحون للأنصار ، ويقولون : لا تنفقوا أموالكم فإنّا نخشى عليكم الفقر ، أو : الذين
__________________
(١) قاله عبد الله بن مسعود وابن أبي ليلى والنخعي كما في تفسير مجمع البيان ٢ / ٤٦ وفي تفسير التبيان ٣ : ١٩٤ انّ القائل : عبد الله بن مسعود وعلي عليهالسلام وابراهيم ابن أبي ليلى.
(٢) حجة القراءات : ٢٠٣.