الطلب حتى يكون لفظ الأمر مشتركا لفظيّا بين المعنيين أو لا؟ (١).
الظاهر الأوّل (٢) ، وأنّه مفهوم «الشيء» لكن لا بمفهومه السّعي الّذي يطلق على الجواهر والأعراض ، إذ من الواضح أنّه لا يقال : «رأيت أمرا عجيبا» فيما إذا تعلّق الرؤية بفرس عجيب أو جبل كذلك ، بل بمفهومه المحدود ، المطلق على الصفات والأفعال.
وبعبارة أخرى : هو عبارة عن معنى يساوق مفهوم «الشيء» الّذي يطلق على الأعراض فقط دون الجواهر.
لا يقال : لم لا يجوز أن يكون لفظ الأمر حقيقة في الطلب المخصوص ، ومجازا في غيره؟.
فإنّه يقال : لا بدّ بين المعنى الحقيقي والمجازي من مناسبة وعلاقة مصحّحة للاستعمال ، وأيّة مناسبة بين الطلب وسائر المعاني؟.
والجواب عن هذا الإشكال ـ كما عن بعض الأكابر (٣) ـ بأنّ اختلاف الجمع دليل على تعدّد المعنى وأنّه مشترك لفظي بين
__________________
(١) ولكن الصحيح بعد التأمّل في موارد استعمال هذا اللفظ أنّه يستعمل بمعنى الطلب وبمعنى الشّور ، ومنه المؤامرة ، أي : المشاورة ، وبمعنى العجب ـ كما في أساس البلاغة [: ٩] ـ فيقال : أمر من كذا : «عجب منه» وبمعنى الواقعة والحادثة. (م).
(٢) لا بأس بأن يقال بعدم الجامع بين المعاني الأخر ، فعليه يكون «الأمر» مشتركا لفظيّا لا بين المعنيين فقط بل بين ثلاث معان على الأقلّ ، فيمكن الاشتراك اللفظي بين المعنيين والأكثر على حدّ سواء لكن لا داعي إلى الأخير. (م).
(٣) نهاية الدراية ١ : ٢٥٦.